تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

مفتاح تحمل في عنقها ، قريب من قلبها ، سألها حفيدها ما هذا ؟ قالت مفتاح بيتي ، نظر الى الباب فأجابها لكن المفتاح لا يلائم الباب !! ردت هذا مفتاح بيتي الأول ، فقال لها اهو باب بيت أهلك في القرية المجاورة ؟! قالت نعم ، هذا ما ورثني والدي ، مفتاح بيته الأول ...

تعجب الطفل واستفسر عن ذلك وما قصدها ببيته الأول وأين يقع ذلك البيت ! فأجابت أنها مهجرة، طرد أهلها من بيتهم وهذا مفتاح بيت والدها من القرية المجاورة ، ليست تلك التي يقطنها أهلها الان ، بل تلك المهدومة الواقعة على التلة المجاورة حيث الحجارة، الصبار والزيتون.

تفاجئ الطفل ، اذ انه شارك بحفل شواء ورأى الانقاض ، سأله عنها فأجابوه بأنها مجرد حجارة ولا تساوي شيء ، الزيتون ينبت في أي مكان كما في قريتهم أو أن صاحب الأرض سافر ولم يعد يعتني بها ، واستمروا بالأكل ...

الان ، وبعد حديثه مع جدته ، عرف الطفل سر سفر صاحب الكروم ، وأن النبع خدم أهل القرية وليس لخدمة الابقار المتجولة في المكان ، عرف ما حدث قبل بضع سنين ، عرف أن جذوره تمتد لتلك المنطقة ، سيذكر ولن ينسى ، طلب من جدته المفتاح كذكرى ، قالت وعينها غرقت بالدموع سأعطيك المفتاح بكل رمزيته ، أشارت حيث أطلال قريتها وتستنشق الهواء العليل ليذكرها بتراب حاكورتهم التي زرعتها واكلت من ثمارها ، قالت ، وددت أن أدفن هناك ...

لن يسمحوا بدفني هناك ، فالارض اصبحت ملك الدولة ، لن يسمحوا بدفني بين شهداء القرية الذين فدوا الأرض بأرواحهم ودمائهم ، أوصيك يا حفيدي أن تجلب حفنة تراب من قريتي وتضعها فوق قبري ، أنهت حديثها بصوت قوي متين الم به التعب والشقاء ، إن ماتوا كبارنا واهلنا ولم يورثونا مالا أو ارضا ، فقد أورثونا ذكرى غالية ، تاريخ ، عز ومجد ، سيعود باذن الله ، وإن أطفالنا لن ينسوا .

1 التعليقات:

لا عودة عن حق العودة

إرسال تعليق