تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

عبد الله زيدان - مراسل صوت الحق وفلسطينيو 48

انطلقت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بمشروع "نحو مجتمع آمن" خلال مؤتمر عقدته ظهر اليوم الاثنين في فندق العين بمدينة الناصرة.
وقد حضر المؤتمر شخصيات اجتماعية وسياسية ورؤساء سلطات محلية ولفيف من أبناء الحركة الإسلامية، برز من بينهم الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الاسلامية، المحامي زاهي نجيدات الناطق بلسان الحركة الاسلامية، د. سليمان إغبارية، رئيس صندوق الإسراء، عبد الحكيم مفيد، عضو المكتب السياسي في الحركة الإسلامية، زياد أبو شقرة، مدير مؤسسة الرسالة، والأستاذ عبد المنعم فؤاد رئيس تحرير موقع فلسطينيو 48، ولفيف من مسؤولي الدعوة المحلية، كما وحضر المؤتمر السيد عادل أبو الهيجاء رئيس بلدية طمرة، والدكتور نزيه مصاروة رئيس مجلس كفر قرع، بالاضافة إلى حضور وجهاء وأعضاء من لجنة الصلح القطرية من مختلف البلدات من الداخل الفلسطيني.
وتحدث في المؤتمر فضيلة الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية، والسيد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وفضيلة القاضي أحمد الناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا ، والمهندس رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، وأبو رياض اشتيوي، رئيس لجنة الصلح القطرية وأبو زياد العقبي – من وجهاء النقب ورجل إصلاح، وسوسن مصاروة، رئيسة مؤسسة سند.هذا وأدار المؤتمر الأستاذ توفيق محمد المشرف العام على المؤسسات الإعلامية في الحركة الإسلامية، وتم افتتاح المؤتمر بتلاوة من القرآن الكريم تلاها الشيخ نبيل موسى.
الشيخ مروان جبارة، رئيس مشروع "نحو مجتمع آمن"
وألقى الشيخ مروان جبارة كلمة وضح فيها أساب انطلاق مشروع "نحو مجتمع آمن"، وقال "من واجبنا الأخلاقي والديني نحن كحركة إسلامية لأن نسعى لمكافحة ظاهرة العنف المستشرية في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، ونسعى لتحقيق مجتمع آمن ولذلك بنينا المشروع المذكور وسعينا ليشمل جميع شرائح المجتمع ابتداء من رياض الأطفال ومرورا بالمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات ووصولا إلى الآباء والأمهات".
وأوضح أنّ ظاهرة العنف المستشرية في مجتمعاتنا العربية لا يكفيها أن تقتصر على إقامة ندوة هنا ويوم دراسي هناك، وإنمّا تحتاج إلى استراتيجية بعيدة المدى توضع لها الخطط والبرامج وتسخر لها كلّ الإمكانات والطاقات التي تسهم بالقضاء على هذه الظاهرة واستفحالها في مجتمعاتنا، وتقدّم المشروع من عدة جوانب، وتشخيص ظواهر العنف والوقف على أسبابها ثم طرح الحلول.وأوضح أنّ أسباب ظاهرة العنف هو غياب الوازع الديني وميزان الحلال والحرام، وأيضا ضعف الشعور باليوم الآخر، حتى نسيان أنّ هناك يوم جزاء وحساب على كل موقف وكل عمل يقوم به الإنسان.وبين ذلك من عدة نقاط بدأ من الفراغ العاطفي في الأسرة بين الوالدين والأبناء والتفكك الأسري، وغياب كلّ سيادة وكل دور في المجتمع، المعلم والأب والمرجعيات الاجتماعية والتي هي بمثابة صمام الأمان، إهمال الشباب وشعورهم بانسداد الأفق والفراغ الذي يعيشه ويملؤه بالبرامج الهدامة، التردي الأخلاقي وانتشار الكبائر المسكرات والفواحش، وجود جهات معنية في إشاعة العنف، والأمر الآخر الظلم بكل أشكاله وأنواعه، بدءا من ظلم المرأة من حرمانها من الميراث وانتهائها من الظلم التي تمارسه المؤسسة الإسرائيلية على المجتمع العربي.
كما وبين انطلاق المشروع من خلال ثلاثة محاور، الأول: البيت والأسرة.. حيث يسعى المشروع لإعادة الأسرة لدورها الأساسي، من خلال دورات برنامج إيماني توعوي.والمحور الثاني .. المدرسة التي فقدت وكادت ان تفقد الجانب التربوي من أسباب كثيرة، يعود للاهل، حيث اصبح التركيز على التحصيل العلمي اما جانب الاخلاق والقيم والتربية قد اغفل، ومن خلال المشروع سيتمّ اعادة الدور الأساس للمدرسة من خلال نشاطات ومقترحات كثيرة منها الإكثار من اللقاءات الطلابية والتواصل مع المدارس، محاضرات وأيام دراسية، ورشات عمل يشارك فيها كافة أهل الاختصاص لعاملين اجتماعيين وأخصائيين نفسيين ومرشدين ووعاظ، ثمّ تعزيز دور مؤسسة حراء الريادي من غرس المفاهيم والقيم الايمانية والأخلاقية والانسانية في نفوس وأذهان الأبناء من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية والمحول الثالث .. هو الهيئات الاجتماعية، حيث أكّد أنّ الهيئات الاجتماعية أشدّ حاجة لتظافر الجهود فضلا عن المحورين السابقين، فلا بد من التعاون بين كل المؤسسات الفاعلة بين أبناء المجتمع بدأ من السلطات المحلية وانتهاء من المسجد ومرورا بكافة المؤسسات الاجتماعي كالمراكز الثقافية والرياضية مكاتب الرفاه الاجتماعية، رجال الإصلاح وغيرها، للتعاون على قيام سلسلة دراسات وتسليط الضوء على قضايا خاصة بظاهرة العنف".
محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا
وفي كلمته شكر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد زيدان دور الحركة الاسلامية من إقامة مثل هذه المشاريع ... وأوضح زيدان أن مسببات العنف لم يأتي من التداعيات اليومية، موجها بذلك إصبع الاتهام لأذرع السلطات الإسرائيلية المختلفة".مشيرا إلى أنّ الذين يقومون بأعمال العنف هم شريحة من المجتمع، موضحا أنّ شرش هذا العنف بدأ من قضية المخدرات ، حيث أنّ السطات الإسرائيلية قصدوا أن يتفشى السموم والمخدرات بين أبناء المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني".وأشار الى أنّ الأنكا من ذلك هو قضية السلاح المستشرية حتى وصل الحد أن في كل بلد تستطيع فتح جبهة، من كثرة السلاح حتى أصبح هناك ثكنات عسكرية.وحمل زيدان مسؤولية أمن المواطن على السلطة، مشيرا إلى أنّ دور أمن المواطن لا يقع على لجنة المتابعة العليا أو غيرها، وإنّما يأتي دور اللجنة هو تثقيف الأبناء بشتى الوسائل... أي أنّ أمن المواطن يقع على السلطات والشرطة وبعد ذلك، يأتي دور الحركة الإسلامية ولجنة المتابعة العليا وغيرها.
المهندس رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية
وأكد رامز جرايسي في كلمته أنّ القلق من قضية ظاهرة العنف هو من أكثر القضايا التي تجمع عليها كافة الأطر السياسية والأهلية والاجتماعية بغض النظر عن أي اختلافات أخرى مشيرا الى أنّ هذا مصدر قوة للحد من ظاهرة عنف". وقال جرايسي "نحن كقيادات نتحمل مسؤولية مضاعفة ليس فقط فيما نقول وإنما في ما نفعل، ولفت إلى أنّ "النموذج الشخصي أقوى من كل كلمة تقال خصوصا إذا ووجهنا بظروف تضعنا في المحك وينظر إلينا المجتمع في كيف نتصرف وليس فيما كيف نقول نحن كقادة في المجتمع".وأبقى جرايسي بذلك المسؤولية على المؤسسة الإسرائيلية والشرطة تحديدا، مشيرا "نحن لن نستطيع بمهمة مكافحة السلاح المرخص والغير مرخص، لا أرى أي مبرر بأن يكون في يد المواطنين، خصوصا أنّه يشكل إغراء في كثير من الأحيان لممارسة العنف".
القاضي أحمد ناطور
وقال القاضي أحمد ناطور "إنّ ظاهرة العنف التي بدأت تخترق كلّ بيت من بيوتنا تفعل فعل جيش بحاله، فقديما صادروا الأرض وقديما اعتقلوا القادة واعتقلوا الأسرى وسلبوا شخصيات الناس، أما الآن فنحن نفعل بأنفسنا ما شاؤوا أن يفعلوا وهذا أمر جلل، إنما نحاسب عليه، نحاسب عليه على أساس انه فرض عين". وأضاف "كلّ واحد منا مسؤول أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والسؤال الذي يطرح نفسه، أين نحن من هذه الأوامر والنواهي إنما ننظر الى هذا المشهد فنعود بأفكارنا الى الجاهلية، وقيل ان الجاهيلة هي حقبة من الزمان سبقت الإسلام، وقال آخرون إنها حالة تكون لفرد او مجموعة تتكون من مقومات موضوعية بعيدة عن القيم وبعيدة على الايمان والعقيدة، ما معناه أنها قد تعود في كل حدب وصوب اذا ابتعدنا عن القيم التي علمنا اياها الاسلام، هذه القيم التي علمتنا أن نكون من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، التي علمتنا أن ندفع السيئة بالحسنة وأن ندعو الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، هذه التعاليم التي جعلت منا بشرا نحترم أنفسنا، أما اليوم، ما نشهده انما هو غريب عن هذه العقيدة وبعيد عن شهامة هذه الأمة .هذا وحيا القاضي أحمد ناطور القادة واصحاب القرار واصحاب الافكار الذين يسعون الى الحد من هذه الظواهر ودعا الى التعاون للحد منها".
ابو رياض اشتيوي، رئيس لجنة الصلح القطرية....
وأكد أبو رياض اشتيوي أنّ العامل الرئيسي في تفشي ظواهر العنف هو البعد عن الاسلام، مستدركا "أنّ المسؤولية تقع أولا وآخرا على البيت، الأب والأم حيث أنّه من هناك ينطلق الإصلاح"، وقال "إذا لم نصلح البيت فلن يصلح الشعب".ووضع اشتيوي مقترحات وحلول من شأنها المساهمة في الحد من ظاهرة العنف، ونوه بذلك إلى الحالة الاجتماعية التي كان عليها المجتمع العربي سابقا حيث أنّه كان هناك في كلّ بلدة مختار وكان عنده ديوان، وكان الشباب في ذلك الوقت يجتمعون فيه يوميا"، وأضاف "كان هذا الديوان بمثابة الجامعة الأخلاقية والتربوية وكانت تذكر فيها القصص وكانت تعلم كيفية التعامل مع الآخرين وتعلم النخوة والخجل والحرام والحلال".
الداعية سوسن مصاروة، رئيسة مؤسسة سند
وقالت الداعية سوسن مصاروة "إنّ العنف بكل معانيه ومصطلحاته هو العنف، فقد أشاعوا هذا المصطلح حتى أصبح مكرس في كل واقع حياتنا وأصبحنا نتساءل، هل هو حالة اجتماعية سيئة وصعبة تؤثر على شتى مجالات الحياة، أم ينفصل عن طريق التربية من جيل إلى جيل عبر التفريق، هذا المصطلح أضحى حديث الصغار قبل الكبار والشباب قبل الرجال، نتصفح المواقع على الانترنت والصحف الأسبوعية والأخبار المتلفزة ونسمع الكلمات النابية والشتائم حوادث القتل والضرب والحرب والاغتصاب، الصراعات الحادة التي تحدث بين الزوجين، بين الآباء وأبنائهم، والأمهات وبناتهنّ، بين الأخوة أنفسهم، النزاعات الحادة التي تحدث بين الأشخاص سواء كانوا أصدقاء أو غير ذلك، تلك التي تحصل بين الموظفين أو بين الجماعات أو النزاعات التي تحدث بين الطلاب أو الطلاب والمعلمين".وأضافت "يبدأ العنف من اللسان ويتحول الى القلم ومن ثمّ الى الأدوات الحادة ثمّ يتطور الأمر لاستعمال السلاح الحي، فماذا تكون النتيجة؟، كلنا يعرف النتيجة.. القتل، السجن، الطلاق، الرقود في المستشفيات قطع العلاقات انتهاك الحرمات، تشتت أفراد العائلة.."
الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية
هذا واستهل الشيخ رائد صلاح كلمته بعدة رسائل قال فيها "قبل سنوات وقعت جريمة ومن قرائن الحال أنّ المجرم كان معروفا ولكنه كان يتجول على راحته، أذكر في ذاك الحدث، كان لقاء تلفزيوني معي في احدى وسائل الاعلام فقلت لهم، أنا أتساءل والكل يتساءلون، لو كان القتيل يهودي لكشف عن القاتل بعد ساعات، ولكن تحدث جرائم قتل كثيرة عندنا ويبقى القاتل مجهولا وفي هذا الحدث يبقى القاتل مجهولا"، وتابع "بعد أيام أذكر تماما أنّ أحد المسؤولين بما يعرف بجهاز الأمن الداخلي دعا إلى مؤتمر إعلامي وكشف عن اسم القاتل...".وقال الشيخ رائد "يستنتج من هذا الحدث أمورا كثيرة، أهم أمر في نظري أن القسم الأكبر في هذه المعاناة التي نتحدث عنها الآن تتحمله المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، ولكن أقول بصراحة، لن ننتظر منها الدور المؤثر الذي نريده في هذه المعاناة التي نعيشها".وأضاف "في هذا الموضوع الذي نتحدث عنه الآن خير قاعدة كما قالها المثل العربي "ما حك جلدك إلا ظفرك".. أو كما نقرأ كلنا في رسالات الأنبياء في كتبهم السماوية، نقرأ قول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".وتابع "هناك تساؤل مهم وهو أن فوضى السلاح من الأسباب التي عجلت في تفشي هذه المعاناة... أقولها بكلمات واضحة لا أتردد فيها: لو أرادت المؤسسة الإسرائيلية ان تعالج هذه الظاهرة لما احتاجت لأكثر من أسبوع ولما بقي قطعة سلاح مرخصة أو غير مرخصة في داخل مجتمعنا الفلسطيني في الداخل.. معنى ذلك ان المؤسسة الإسرائيلية لا تريد، معنى ذلك يجب أن لا ننتظر الكثير منها ، مع اننا نؤكد ونشير إليها بإصبع اتهام كبيرة دائما وأبدا".وأردف "الى جانب ذلك يجب أن نعود لأنفسنا والى جهودنا الذاتية ومشاريع ذاتية تبدأ من لجنة المتابعة مرورا باللجنة القطرية، مرورا بهيئاتنا الحزبية وجهودنا الإصلاحية، وأدوارنا في مجلات شتى".

0 التعليقات:

إرسال تعليق