تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

يُبنى العمل الطلابي قي الجامعات على الجماعة ، العمل الجماعي والتعاون سر النجاح وبلوغ القمم ، فالقرار أصوب ويمثل كافة الشرائح ويتحمل عواقبه الجميع فتقل وتهزل ، تتضاعف فرص تغلب الصواب على الخطأ ، اشتراك الجميع باتخاذ القرار يقربهم ويقوي رابطتهم ورابطهم فتتقدم الجماعة وتحصد الانجازات ويزيد إبداعها وقدراتها وطاقتها ، ينضم لها عدد أكبر من الطلاب فهم يبحثون عن الجديين الجادين في الميدان ، الصادقين الموفين لأقوالهم فلا تناقض بين أقوالهم وأفعالهم ، ازدواج ايجابي راسخ ثابت متين بينها يـُكسبهم الآخرين ممن يريدون الحق ، الحق جلي لا غبار عليه وان حاول البعض إعاقة سيره أو بعثرة فتات قذارتهم في المسلك ، الشر واضح صريح وإن حاول هؤلاء تزييفه ، الحق لن يسمح أهله لأهل الشر عرقلتهم ، وإن كانت قلوبهم طيبة مفتحة كوردة جورية ، لكنها تحمي نفسها بالشوك يوخز العابثين لتسيل الدماء.

كافة الكتل الطلابية لها إدارات ، تضم الإدارة أخوة وأخوات ، أو على حد قولهم شباب وصبايا ، يختلف التمثيل داخل الإدارة بين كل كتلة ، ويختلف التعامل بين الجنسين ، فلربما تكون العلاقة ودية وقريبة لأبعد الحدود بلا فوارق بين الجنسين ، بلا حفاظ على بعد معين وضوابط تحافظ على مكانة كل منهم ، هذا عند الأحزاب رافعة شعار الشاب بحد الصبية ، مما يؤثر على نجاعة العمل واختلاف الأهداف للانضمام لهذه الكتل ، انضمام لأهداف شخصية دنيوية شهوانية ، ليست مبدئية ولا اقتناعا بالفكرة ، إلا ثلة قليلة تعي أهداف الكتلة وأفكارها ولربما تربوا وترعرعوا عليها في بيتهم.
العمل الإسلامي ، الأول في جميع الجامعات ، كسب ثقة الطلاب ومصداقيته واسعة بينهم ، يتولى الريادة وخدمة الدعوة ومساعدة الطالب همهم ، فنرى توجه الطلاب نحوهم والبقاء بالقرب منهم ، مع وجود أعداء يحاولون جذب الطلاب بطرق غير شرعية متمثلة بفتح باب الشهوات .

من أسس العمل الإسلامي الحياء، فالحياء رأس المال، وفي الحديث الذي رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح ابن ماجة: إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء. وفي صحيح مسلم مما روى عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحياء لا يأتي إلا بخير. وان عائشة رضي الله عنها قالت: رأس مكارم الأخلاق الحياء. فالأخوات كالضرة واللؤلؤة المصونة ، هن بناة المستقبل ، بناة الرجال.

الإدارة مقسمة لاثنتين ، إدارة للإخوة وإدارة للأخوات ، يتم اختيار مسئول عمل لكل طرق ويتم العمل بتنسيق تام بينهم ، مع حفظ الضوابط وعدم الخروج عن شرع الله ، فالأعمال لوجه الله خالصة لا تشوبها شائبة ، فيدخل باب التربية وأهميتها بتوجيه العاملين في حقل الدعوة وعدم تعد حدود الله ولو بحسن نية وبلا قصد ظالمين أنفسنا ، فالمسلم كيس فطن ، العلاقة تكون في مجال العمل فقط تحت رقابة الله تبارك وتعالى ، لذا يجب اختيار أعضاء الإدارة ومسئول العمل بشكل سليم وفق شروط معينة ، لا فتح مجال الترشح لأي شخص كما يطالب البعض جهلا منهم لعظم المنصب ، منصب تكليف لا تشريف ، يسألون كيف تختار اقرأ نموذجا إدارتها ومسئولها في الجماعة ، فنقول أن ذلك يتم كما يجب أن يكون ولا حاجة للدخول بالحيثيات لوضوحها ويجهلها الجاهل بها.

قد تجتمع أحيانا الإدارة الموسعة أي الأخوة والأخوات ، أو أن يتواجدوا في القاعة عند تنظيم فعالية وتجهيز المكان ، عند توزيع أمور في طاولة الكتلة في الجامعة وعند استقبال المواد ، هذه المواقف لا تعني توطد العلاقة وتبادل الأمور الشخصية وأقطاب الحديث ، بل يحافظ على البعد والضوابط ، لا يُخدش الحياء ، الإيمان والعلم والعمل تتحد ليظهر العمل بأحلى طلة وقوة ، نعمل وندعوا وهذا من لب عقيدتنا ، الحياء يزداد ويقوى رغم هذا الاحتكاك النسبي ، لأن الحياء من الإيمان ، إن ضعف يحدث ما لا تحمد عقباه ، ولا تختلف كتلتنا حينئذ عن أي جسم آخر ، هذا ما يميزنا ، الحياء زينة النفوس وجمال الأخلاق وطهارة الأرواح ، وفي حديث عبد الله بن عمر من صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الحياء من الإيمان )). فعلينا أن نعظ أنفسنا ، نهذبها ونزكيها ، وأن ننصح إخواننا ، وفي حديث عبد الله بن عمر من صحيح البخاري ، أن رسول الله مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن الحياء من الإيمان .

لتبقى الدروس الإيمانية والتربوية لتقوي وتدعم العاملين في مجال الدعوة المزروع بالأشواك والعوائق ، لنبقى أعلى وأرقى ممن خضع للهوى ، فليتضاعف الإيمان بالعمل الموجه بالعلم ، الحياء رأس المال يذوب بالتدريج إن أهملنا أنفسنا ، فلنقويها ونتغلب عليها ونكون نحن أسيادها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق