تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

رائد صلاح مجرم حرب وأشعل نار الفتنة في القدس ويدعو الشباب للتمرد والإخلال بالنظام العام ويهدد حياة المواطنين والشرطة ، يخلخل الرقعة الاجتماعية في العاصمة ويحولها لساحة حرب واقتتال لخدمة مصالحه بحثا عن الزعامة وليستمر المجتمع العربي بالانضمام لحركته الإرهابية ، الحركة الإسلامية ، يجب على الحكومة سجنه واخرج حركته عن القانون ، يعنيه أن يطلق عليه اسم صلاح الدين وشيخ الأقصى ، لا يهمه ما يحدث مع أتباعه بل يبحث عن الشعبية المحلية والعالمية ونال ذلك ، ولو كان الأمر بيدنا لاغتلناه وارتحنا من تفوهاته.

كلمات بتلفظها أغلب يهود القدس ، لا لعلمهم من هو رائد صلاح ، بل بسبب الهجمة الشنيعة الشرسة التي تقوم بها وتشنها وسائل الإعلام العبرية المسموعة والمرئية والمقروءة ، على الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ، كل هذا لسبب واحد يظنه البعض هزيلا إنما هو عظيم ، لكلمات وآراء الشيخ رائد متلخصة بقوله " الأقصى في خطر".

تعتبر الصحافة سلطة رابعة بعد التنفيذية والتشريعية والقضائية ، تضرب بيد من حديد بلا تهاون ، قامت عدت مرات بفضح رؤساء الحكومة وأفعالهم ، وصفقات وما إلى ذلك حتى كسبت ثقة الجمهور لتصبح جزء من حياتهم ، المصدر الصادق للأخبار ، تنتقد وتغير القرارات ، تجمع حولها المواطنين وتوجههم وتقودهم ، كالحملات للتظاهر ضد سيادة الحكومة اليسارية من أحزاب اليمين ، الحكومة ذاتها تقوم بتجنيدها لصالحها لخدمة مصالحها وتحارب من تراه عقبة تعرقل طريقها بلا اعتبار لحيثيات العقبة ، نتنياهو الرئيس الحالي للحكومة الإسرائيلية حين جلس في المعارضة جند الإعلام كافة لإنجاح حملته الموجه لليمين ( مع أن الفرق ليس واضحا بين اليمين واليسار) ضد الأحزاب " اليسارية" في قرارا تجميد الاستيطان فقام بدعمه أتباعه ومتبني آراءه داخل الدولة والغرب فتراجعت الحكومة عن قرارها خوفا من رد فعلهم ، دعمتهم الصحافة بقوة خاصة وأنها تدعم دولة إسرائيل وكيانها لتحافظ عليه وتقويه وتدعو لتوسع إسرائيل على أراضي الضفة والقدس لإيمانهم عقائديا بدولة إسرائيل الكبرى وعاصمتها القدس.

يعاني الإعلام والصحافة العربية في الداخل من عجز ووهن ، فنرى توجه الصحافة والإعلام وصرف طاقاتهم في بعض المجالات التي تهم زبونهم ، فالإعلام والصحافة تجارة ومصلحة لكسب لقمة العيش ولم تعد مبدئية تعبر عن مواقف ، وان حاول أحد التعبير عن موقفه ورفع مستوى الصحافة يتم طمسه وإخفاءه عن الساحة ، لنجد أقوى المواقع والصحف المحلية تكتب قليلا هم الأخبار المحلية بلا تحليلها وقسم خاص بالرياضة والأقوى والأهم ملحقات الفن والتجميل والقلوب الحائرة ، أخبار الفن تتابعها فئة كبيرة خاصة الشباب ويتركوا الأمور اليومية الحيوية المتعلقة بهم وباستمرارهم بالعيش في أرضهم ، وهذا يفسر الذل والهوان الذي يعيشه المجتمع.

يافا عروس فلسطين كانت مهدا للعلم والوعي ، فقبل عام 1948 في ازدهار يافا معبر فلسطين للبحر المتوسط ، صدر فيها 17 صحيفة كما يوضح الدكتور مصطفى كبها في كتابه " تحت عين الرقيب" ، ويضيف كبها أن عدد الصحف الفلسطينية اليومية والأسبوعية في فلسطين التاريخية في الفترة ما بين الحربين العالميتين قد بلغ 48 صحيفة، منها 12 يومية ، أبرز صحف يافا " الدفاع " ، عرفت فلسطين بالتعلم والثقافة رغم نسبة الأميين فيها خاصة الفلاحين ، فقيل سابقا أن الكتب تكتب في القاهرة وتطبع في بيروت وتقرأ في يافا ، مما يدلنا على حجم وقوة الصحافة والثقافة واهتمام الناس بأمورهم ، فنبطل الادعاء الدارج بين جيل اليوم بان أهل فلسطين كانوا جهلة أميين ، فالجاهل ليس من لم يتعلم القراءة والكتابة ، قطار الشام والقاهرة يشهد بنقل الكتب والصحف من والى يافا ، ونحن اليوم في عهد الإعلام " والتنور" نملك صحفا كما وصفتها وجمهور هدفها الأساسي ، وتصدر بشكل أسبوعي وان جمعناها كلها لما باعت نسخا بعدد ما بيع لصحيفة واحدة بيوم واحد في يافا وحدها.

قضية الأقصى والشيخ رائد تناولتها وسائل الإعلام العربية في الداخل الفلسطيني ، ذكرت بشكل بسيط في الصحف وتابعتها المواقع أولا بأول ، نجحوا بعض الشيء بإيصال ما حدث لمجموعة من الناس ، لكن الفكرة لم تصل بقوة أو بالقوة التي تستحقها القضية فلا يُعقل تتصدر صورة الأقصى صفحة موقع ويكتب عليها الأقصى في خطر ، وبجانبها أو تحتها صورة " لفنانة" شبه عارية تعلن عن صدور ألبومها الجديد أو طلاقها !! فهذا التناقض يخلق لدى المتصفح نوعا من الازدواجية الغير مفهومة ولا مبررة فيرى الخبر كأي خبر عادي. على الصحف والمواقع تغطية القضية الملحة ونقلها من كافة النواحي والمناحي ، تحليل واقعي ومقابلات لأهل القضية ، لا نقل الخبر صوت وصورة كأي خبر بلا دخول للتفاصيل وتجنيد الشارع العربي لفهم القضية ووعيها كي يعلم كيف يتصرف لا أن يبقى ينكر ويشجب بلا أي عمل أو خطوة ، ينكر وينسى بعد لحظات ما أنكر ، فالكلام ما لم يتجاوز حد الكلام يبقى كلام، والموقف الحق ينبع من فهم لحيثيات القضية وشخصنتها وتشخيصها.

وسائل الإعلام في العالم العربي رغم ملاحظات على بعضها ، نقلت القضية من قلب الحدث ، أجرت المقابلات وأبدت موقفا ، منها من تفوق وامتاز بكسب مشاعر المشاهدين ، من تحركت مشاعره هم كافة الشعب وليس الحكام الذين كأنهم صم بكم لا يفقهون.

وسائل الإعلام الأجنبية انقسمت لقسمين ، منها من دعم الموقف الإسرائيلي وأخرى دعمت الموقف الفلسطيني ، وقلة رأت أن الطرفين سبب ما يحدث في بيت المقدس، فدولة إسرائيل جندت الإعلام الغربي لجانبها على أساس ادعائها حمايتها للأقصى وتود الحفاظ على النظام العام وتسهيل دخول المصلين للمسجد ، فحين أخل " المخربون" بالنظام والقوا الحجارة تم مطاردتهم واعتقالهم لتشكيلهم خطر على من حولهم ، وأغلقت المسجد لمنع دخولهم إليه وإحداث الشغب داخله ، يأتي رئيس الحكومة ويقول أن لا حفريات تحت الأقصى ، كأن ما تم تصويره من قبل مؤسسة الأقصى محض خيال.

1 التعليقات:

تلميذة الرسول :صلى الله عليه وسبم يقول...

تلميذة الرسول:صلى الله عليه وسلم

جملة للتفكير

يجب علينا ان ننتقل من مرحله المشاعر الى مرحله العمل الفعلي .

إرسال تعليق