تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 تتم مصادرة الأراضي من سكان البلاد الأصليين ، سكان فلسطين التاريخية ، حُصروا في القرى التي لم تهجر في حرب النكبة إما لصمودها في وجه العدوان المدجج من العصابات الصهيونية المدعمة ، أو بتسليمها وفق اتفاقية رودس ، ليقسم أهالي فلسطين في أرضهم لثلاثة أقسام ، فلسطينيو 48 أي من بقي في أرضه داخل حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، وتعود السيادة في هذه البلاد للحكومة الإسرائيلية بشكل مطلق ، الجزء الثاني فلسطينيو الضفة الغربية التي قسمت لعدة أقسام ، منها تحت سيادة إسرائيل ، عدد المستوطنين اليهود داخل أراضي الضفة الغربية يفوق الثلاث مئة ألف شخص ، والعدد يزداد ويتضاعف باستمرار حكومة إسرائيل ببناء المستوطنات داخل حدود الضفة الغربية ، خاصة في منطقة القدس. جزء من الضفة الغربية يقع تحت سيادة السلطة الفلسطينية ، ومناطق أخرى مشتركة ، الجزء الثالث محاصر في سجن صغير وقفص محكم الإغلاق ، قطاع غزة ، رمز الصمود والعزة ، قطاع خال من المستوطنين بعد أن قامت حكومة إسرائيل بإخلائها.

لكل فئة من الفلسطينيين مشاكل تواجههم ، خاصة بالمنطقة السكنية وسلطتهم ، ففلسطينيو الداخل (48) تواجههم مشاكل مثل شح الميزانيات ومصادرة الأراضي وعدم المصادقة على الخرائط الهيكلية ، فلسطينيو الضفة تواجههم مشاكل سلطتهم الهشة ومصادرة أراضيهم لبناء المستوطنات ومهاجمة المستوطنين لهم ، الاعتداء عليهم وعلى أرضهم ، حواجز تمنع تجولهم بين مدنهم ، عدم توفر أماكن العمل ، تحديد عدد التصاريح لدخول أراضي إسرائيل للعمل ، أما فلسطينيو غزة فمشكلتهم حصارهم في "سجن" صغير ، فلا تتوفر موارد الحياة الأساسية ، عدم توفر الأدوية والأدوات اللازمة في مستشفيات القطاع ، بقاء المرضى المحتاجين للعلاج داخل غزة ولا يمكن علاجهم فيتوفوا وهم ينتظرون رحمة دولة إسرائيل لتصدر تصريحا يمكنهم من دخول الأراضي الإسرائيلية أو فتح معبر حدود ومعبر رفح مع مصر للعلاج هناك . ولن أدخل في قضية القدس وسكان القدس وما يعانون فالصفحات لا تكفي لتصف حال طفل صغير يجوب السوق حافي القدمين يبحث بين القمامة على لقمة تطفئ جوعه وملابسه تكشف أكثر مما تغطي.

كما وهنالك مشاكل وقضايا شائكة تواجه الشعب الفلسطيني ككل بما فيهم المهجرين في أرض فلسطين وفي الشتات ، ولا أقصد الخلاف بين حركة حماس وفتح ، إنما أمور أخرى رئيسية تشغل بال الفلسطينيون وهي حق العودة ، القدس والمسجد الأقصى ، وبناء المستوطنات من قبل إسرائيل ومطالبة السلطة إخلاء المستوطنات والمشكلة بالمستوطنات الكبيرة ك ارئيل القريبة من كفر قاسم ، والمستوطنات مطوقة القدس ك بسغات زئيف ومعلي أدوميم ، ولا ننسى الخليل وتقسيمها وتقسيم الحرم الإبراهيمي ، وهذا نموذج تحاول الحكومة تنفيذه في المسجد الأقصى المبارك ، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بسبب الضائقة السكنية في القرى والمدن العربية بدأنا نلحظ انتقال الجيل الجديد ، جيل الشباب للسكن في المدن والمستوطنات اليهودية للسكن فيها ، تزداد نسبتهم كل عام ، كرمئيل والناصرة العليا نموذج لذلك ، فينتقل ابن مجد الكروم في الشاغور ، بين عكا وصفد، للسكن في كرمئيل القائمة على جزء من أراضي القرية ، استأجر شقة أقيمت على أرض جده ، أرض يملكها جده قبل قيام دولة إسرائيل ويملك طابو ( كوشان عثماني) يثبت ملكيته للأرض ، لكن دولة إسرائيل لا تعترف به واستولت على الأرض ، كذلك ابن الناصرة في الناصرة العليا المستعمرة اليهودية على أراضي الناصرة وضواحيها العربية.

نموذج آخر هو لسكان القدس الشرقية وضواحيها ، حيث انتقلوا للسكن في المستوطنات والأحياء القائمة على أرضهم كحي التلة الفرنسية ومستوطنة بسغات زئيف وفيها قرابة أل 30% من السكان عرب ، كما وان البيوت التي يسكنوها إما أن تكون بالإيجار أو قاموا بشرائها لتصبح ملكا لهم ، رغم كونها كما قلت ملكا لأجدادهم لكن تمت مصادرتها.

هذا ما يقوم به اليهود في القدس الشرقية والبلدة القديمة مع فارق أن الأرض هنا ليست ملكا لهم ، بعكس المستوطنات التي أقيمت على الأرض العربية ، حيث يستولوا على البيوت العربية ومنها ما اشتروه بعد أن أغروا أصحاب الأرض والبيوت ودفعوا لهم أموال طائلة خيالية ، وللأسف فان من الناس من يغريهم المال ويعمى على عيونهم وقلوبهم فيبيعوا البيت والأرض ويزداد عدد المستوطنين المتطرفين في القدس القديمة وجوارها حول المسجد الأقصى ، الأرض والبيوت هنا ليست كأي أرض فقيمتها أغلى وأرقى من المال ، أرض مباركة مقدسة لا أدري إن كان يجوز أصلا بيعها أو التفاوض عليها، أرض الإسراء ، أرض المحشر والمنشر، أرض وقف إسلامي.

تقوم بعض الجماعات اليهودية بحملات شرسة على السكان العرب في المدن واليهودية والمستوطنات ، ولا أقصد حيفا وعكا ويافا ، فهي عربية والتاريخ يشهد ، فاقصد بالتي أقيمت ك كرمئيل والناصرة العليا ، وبسغات زئيف وغيرها ، توزع المناشير وتحرض اليهود على العرب ، رغم أن هذه المستوطنات فيها الكثير من القادمين الجدد من دول الاتحاد السوفيتي ، لا علم لهم لمن هذه الأرض ومن مالكها الأصلي وكيف سُلبت منه ، تدعو البلدية طردهم ومحاربتهم وعدم السماح للمزيد منهم القدوم للسكن ، تقوم بمضايقتهم وتهديدهم ، لكنهم لن يخرجوا كما خرجوا ذات مرة ، بل ترشحوا في الانتخابات ودخلوا مجالس هذه المستوطنات ، لم يرق ذلك للمواطنين أو المستوطنين اليهود فدعوا لطرد العرب من هذه المستوطنات.

خافوا أن يسيطر العرب عليها ، ويبدو واضحا تخوفهم في تصريحاتهم في مستوطنة كتسير الواقعة في وادي عارة عندما رفضوا استقبال عربي من باقة الغريبة بالسكن في مستوطنتهم ، وفي الناصرة العليا ذات الادعاء بقولهم لا نريد سماع الأذان في مدننا ، فالعرب سكنوا هنا الآن وإذا ازدادوا سيبنوا المساجد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق