تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

شادي أبو مُخ
يبدو أن دخول الحركة الإسلامية انتخابات لجان الطلاب العرب أفقد الجبهة الطلابية صوابها ، فلم تعرف كيف تتعامل مع واقع صفعها لتستفيق من سبات غطت به عميقا لسنوات حين تربعت على عرش لجان الطلاب العرب بلا منافس يدغدغ أساسها ويقلق راحتها.

لجان الطلاب العرب هي الجسم المشترك للعمل الطلابي ، فالعمل المشترك يبنى على أساس التفاهم والتوافق وإلا فلا شراكة فيه ، وإن اشتركت مع آخر فواجبك كجسم يحترم نفسه احترام آراء الآخرين ولو لم ترق لك ، فالعمل في اللجان لأجل الطلاب العرب ومصلحتهم ، نعمل في المجال المتفق عليه بين الجميع كنقطة التقاء أولية ربما تولد وتنبع منها لاحقا اتفاقات وميادين عمل إضافية تصب في مصب خدمة الطالب ، فالمشارب رغم اختلافها لها نقاط التقاء ، لها لون ورائحة وطعم يميزها ، يجب استغلالها.

فازت الكتل الإسلامية بانتخابات جامعة حيفا ، القدس وتل أبيب ، ظن البعض دخول الكتل مجرد مشاركة عابرة فاشلة ، صرخوا وبدوا واثقين اكتساحهم الآخرين لتلتطم أحلام اليقظة وتهشم بين الموج الهائج وصخرة الواقع ، خفت صراخهم باحثين عن مبررات للنتائج ، ثلاث جامعات تنحوا عن قيادتها ليفتح المجال لكتل اختارها طلاب بكامل قواهم وقدراتهم العقلية ، فازوا بنزاهة تامة ولم يحاولوا الغش كأصحاب البطاقات الحمراء في القدس وحيفا.

قبيل الانتخابات رفعت كافة الأحزاب شعار خدمة الطالب ، دعوات وجهت لتشكيل ائتلاف شامل ، الجبهة ممن دعوا لوحدة الصف ورصه ، كلام كسراب يحسبه الظمآن ماء ، كمن خط كلمات على شاطئ البحر ليتقدم الموج بمده وجزره مبعثرا ذرات الرمل ، لتكتب على من خطها وتسجل ، فالساحة الطلابية رغم كونها متحركة لكنها تحفظ ، لها ذاكرة رغم مرور السنين.

بعد ظهور النتائج وسقوط الجبهة أعلنوا بشكل واضح صريح ، لن نتحالف مع قوى طائفية ظلامية ، قاصدين الحركة الإسلامية ، قرروا دخول المعارضة ولم يقبلوا دعوات وجهت لهم لدخول اللجنة والنهوض بها معا ، أقصوا أنفسهم بأنفسهم وانتظروا تحرك الساحة الطلابية قليلا وظهور جيل طلابي جديد ، ليبثوا سمومهم الخبيثة محاولين تغطية فعلتهم الشنيعة بإسقاط وعرقلة عمل لجنة الطلاب العرب ومحاولة طمسها لأسباب حزبية ضيقة ، يحشرون أنفسهم ، تصوراتهم وقيمهم في حجر من الحياة الواسعة ، أما عرفوا أنهم يغربلون الماء ، وذات الغربال لا يخفي ولا يغطي أو يمنع أشعة الشمس الساطعة !

إن تهجم الجبهة على الحركة الإسلامية ينبع من موقع ضعف ومحاولة كسب الرأي العام باتهام الآخر ، تحيط بهم الهالات المصطنعة ، تغشى على الأبصار فلا يرون القبح الذميم خلفها ، هي حرب خاسرة فالطالب أوعى من أن يُخدع بكلمات طنانة ، طلابنا على قدر كاف من الوعي والمسئولية ليميزوا أين مصلحتهم ، ومن يعمل لأجلهم بلا كلل أو ملل طوال العام وكل عام ، ليس عند انتخابات لجنة الطلاب العرب أو الكنيست ، فقط.

الفصل التام بين الأخوة والأخوات أساس في عملنا ، رفض حفلة ترفيهية راقصة مناقضة لعاداتنا، تقاليدنا وأخلاقنا قرارنا ، هذه حريتنا ، ليس تشدد مفرط ، بل رفض لانحلال مطلق ، فالحركة الإسلامية صاحبة رسالة ومبدأ ، لا تحيد عن الدرب لكسب استحسان بعض الأفواه المتطاولة ، لا أساوم على قاعدتي العقائدية ، أنا كما أنا ، راسخ شامخ ثابت أمد يدي للجميع مرحبا ، فالساحة الطلابية تتسع للجميع ، لا تناقشوني على مبادئي ، ساوموني وحاسبوني على عملي الطلابي.

أيتها الجبهة الديمقراطية ، اتخذي الديمقراطية قولا وفعلا ، لا أن تعاني من ازدواجية مرضية بين الأمرين ، لا تهاجمي الآخرين بل بداية هاجمي نفسك وحاسبيها بأعمالك في الميدان الطلابي ، ليس من الحكمة اتهام آلاف مؤيدي الحركة الإسلامية في الجامعات بالطائفيين الظلاميين وما إلى ذلك من كلام بذيء لا يمثل من تمثلون من طلاب ولا يليق بالساحة الطلابية.

ابنوا نجاحكم على انجازاتكم لا على فشل هذا أو ذاك مما يدل على الإفلاس ، ولنلتقي في ميدان العمل الطلاب.
----
* طالب في الجامعة العبرية.
** المقال ردا على ما ورد من اتهامات وتهجمات باطلة في مجلة النبراس - الجبهة الطلابية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق