تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

تعتبر مهنة التعليم من أرقى الوظائف التي يمكن أن يختارها الإنسان ، فالتعليم ليس مجرد مهنة لكسب المال فقط ، بل درب حياة يقدم الفرد من شخصه ونفسه ليبني جيل المستقبل فيبني المجتمع بأسره ، ابتداء من المرحلة التمهيدية حتى التخرج.


على المعلم أن يكون مثالا للطلاب ونموذجا يحتذى به ، قولا وفعلا ، فتصرفاته فيها توجيه وارشاد قبل كلامه ، لا ازواجية مرضية بين الأمرين ، تصرفاته تلائم كلامه ، لا أن يتحدث عن المثالية ولا يسعى لها فيخسر ثقة الطلاب ويفقد شرعيته.


يقضي الطالب غالب مرحلة تكونه في المدرسة ، مما يضاعف من أهميتها اضعافا ، عدة عوامل تشكل وتهندس شخصيته ، أولا أهله في البيت وثمرة تربيتهم ، ثم العوامل الخارجية كالمدرسة وما فيها من معلمين ، رفاق وأتراب ، الساحات والشارع ، الملعب، الحارات والأزقة ، لكل تأثير وفق حجم الثقة المتبادلة وحيز الوقت المخصص لها.


تقدم المدرسة برنامجا يعتمد بالأساس على تمرير المواد التعليمية بالاضافة لبعض الفعاليات اللا منهجية ، حصص التربية ، الرياضة ، المسرحيات والرحلات لتستخلص وتجني أكبر فائدة مرجوة ، تقلم وتهذب طاقة الشباب وتصرفها حيث يجب ، درب خطواته ثابتة تدريجية لا تعجـّـل بجني الثمار ، كحال الماء بهدوء يفتت الصخر الأصم ، فنصل في النهاية لأكبر عطاء للطلاب ، يتزايد جهدهم يوميا بتصاعد ليستغل ببلوغ الهدف لا ترك الطاقة تستنزف ليحكم عليها بالهدر والضياع.


يعمل المعلم ويهيء الطالب لينتقل للمرحلة القادمة مستعدا لتحدي صعابها ومنازلتها ، يربي الطالب على الجد والاجتهاد في دراسته ، يقوي أسس التربية من البيت ، يزرع الحماس والحكمة ، يرشد الطلاب للارادة القوية وهزم الصعاب مهما بلغت قوتها ، فالارادة القوية تزود الطالب بما يلزمه ليتحدى المصاعب والعوائق، أما الارادة الضعيفة نقف عاجزة أمام تحطيم المعرقلات رغم توفر الوسائل والامكانيات.


المرحلة الثانوية هي الأخيرة قبل التخرج والخروج للحياة ، زبدتها امتحانات البجروت لدخول الجامعات ، يدرس الطالب ووفق قدراته واجتهاده يحصد النتائج ، للمعلم دور في ايصال المواد التعليمية كما يجب فيكون عنوان طلابه لتخطي المرحلة بنجاح ، تتفاوت قدرات الطلاب واجتهادهم مما يحتم على المعلم متابعتهم شخصيا بلا تمييز ، فرسالة التعليم تقضي أن الطلاب سواسية لا فضل ولا خير لاحد منهم على الاخر. ضعف عدد كبير منهم لضعف المدارس الاعدادية وخيانة أمانة التعليم من قبل بعض المعلمين ، بالاضافة للعوامل المتبقية المؤثرة على مسار حياة الطالب.


رسالة التعليم تدعم المعلم والطالب ، فالمعلم حرر قلبه من مغريات الدنيا وبث الروح فيه ليصبح قلبا حيا ، في حقل يملك فيه حرية الاختيار ، أما خيانة أو صيانة رسالة التعليم ، ورسالة التعليم حقيقتها أكبر من اللفظ والشكل الذي نراه ، مطلب يستحق المنافسة لتحقيقة بهامة شامخة وكبرياء.


يجهز المعلم طلابه لخوض الامتحانات ، خلال سنوات الدراسة ، يمتحنهم ليرى نتائج أولية تشير له حول مستوى الصف أو مدى تمريره المادة بشكل جيد ، لتكون النتائج حقيقية يمنع الطلاب من الغش ويقوم المعلم بمراقبتهم ليحصل على نتائج صافية ، يعرف نقاط الضعف ليعالجها قبل فوات الأوان ، نتبارى في تشخيص الداء ثم نعجز عن تناول الدواء ، ليسوء الوضع ويتفاقم إن لم يعالج المعلم الحال .


امتحان البجروت ( التوجيهي) يؤثر على الطالب والمعلم ، المدرسة والمجتمع ، الوزارة والدولة ، فان لم يكن الطالب مهيء يعجز ولا يتمكن من حل الامتحان ، فيقوم المعلم بخيانة رسالة التعليم، يدخل الصف ويحل الامتحان ، أو أن يحل الامتحان قبل بدءه ، ليقال ان طلابه في موضوعه حصلوا على علامات عالية ، ينتظر الشكر على خيانته ، قلبه متعلق بالدنيا ويتبع الهوى لا يضع مخافة الله نصب عينيه.


نتائج الغش وحصول الطلاب على علامات كاذبة لن يطول موعد استنتاجها ، بداية في امتحان البسيخومتري وكذلك عند دخول الحياة الأكاديمية ، وتبني الغش منهجا.


لنحارب الافة لاستئصالها من مدارسنا ، ليعتمد أبنائنا على أنفسهم ويحصدوا نتائج حقيقية ، لا أن نـُـخرّج أجيالا لا تتقن إلا الهزيمة.

2 التعليقات:

الموضوع غير مفهوم

اريد الاشتراك في توجيهي البجروت ماني

مع الشكر

إرسال تعليق