تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

تقرير - رائد رفيق


عشرات العائلات العربية ميسورة الحال التي سكنت حيفا قبل عام 1948خشيت على مصيرها، وهاجرت من فلسطين بعد أن تأكد لها أن حياتها لن تعود أفضل حالا مما كانت، ولن تعود البسمة إلى مُحيّاها بعد ورود الأنباء التي توالت تترا، تتحدث عن سقوط القرى والمدن في مختلف المناطق الفلسطينية في أراضي عام 1948 بيد العصابات الصهيونية عام النكبة، بفعل المجازر التي ارتكبت بحق السكان العزل.
رحل عن حيفا العديد من العائلات قبل سقوطها في 21 نيسان عام 1948، فمن أهلها من قضى نحبه في الشتات ومنهم من ينتظر العودة إلى بيته في وادي صليب وتل السمك والحليصة ووادي النسناس وعباس والكبابير. تعتبر مدينة حيفا من مدن ما قبل التاريخ، وكان العرب الكنعانيون هم أول من سكن مناطق حيفا. وعرف أن كلمة حيفا عربية أصلها من "حف" بمعنى شاطئ أو من (الحيفة) بمعنى الناحية، وقد أطلق عليها عبر العصور المختلفة أسماء متعددة ولكنها احتفظت باسمها العربي.
وحيفا هي مركز القضاء وتعتبر ثالثة المدن الكبرى في فلسطين التاريخية بعد القدس ويافا وتقع على ساحل البحر المتوسط بالقرب من رأس خليج عكا الجنوبي، وساحلها ممتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي على سفح جبل الكرمل. بلغت مساحة حيفا عام 1945 حوالي 54,305 دونمات وقدر عدد سكانها عام 1922 حوالي 24,634 نسمة، وفي عام 1945 حوالي 138,300 نسمة وفي عام 1948 انخفض ليصل إلى 88,893 نسمة وفي عام 1970 بلغ حوالي 170,000 نسمة. وقد ساهم موقع حيفا الجغرافي في نموها العمراني والتجاري والسياحي. ومما زاد من أهمية المدينة وجود خط سكة حديد الحجاز الذي مد عام 1905 وأيضاً خط سكة حديد حيفا - القاهرة، ثم ميناؤها الذي أنشأه العثمانيون عام 1908 والذي اعتبر في عام 1947 من أكبر موانئ شرقي البحر المتوسط بعد الإسكندرية.
وتعد حيفا كذلك النقطة البحرية التي ينتهي إليها خط أنابيب بترول العراق، بالإضافة لبناء مصفاة البترول التابعة لشركة التكرير المتحدة في حيفا عام 1933 ، كل هذه العوامل ساعدت على توسيع تجارة حيفا وصناعتها وازدهارها.
ومن الصناعات العديدة التي قامت في المدينة؛ صناعة الأسمنت والسجائر والمغازل والنسيج. يقدر عدد الفلسطينيين في حيفا عام 2009 بنحو 40 ألف فلسطيني، 25 ألفا من بينهم يعيشون في حي عباس وحي الكبابير والحليصة ووادي النسناس، وهي تجمعات الفلسطينيين في المدينة، في حين أن نحو 15 ألفا يتوزعون على جميع أحياء المدينة التي أقيمت بعد عام النكبة؛ منها "الهدار" و"نفي شأنان"."في العام 1948 وأثناء أحداث النكبة، نظمت عصابة "الهاغاناه" الصهيونية عملية عسكرية عرفت بـ "المقص""، ويقول د. جوني منصور، المؤرخ والمختص في شؤون حيفا، في حديث معنا: "انقضّت هذه العصابات على الأحياء العربية على شكل مقص من أعلى الهدار باتجاه البلد والحليصة، وقذفت مئات القنابل الصوتية والمتفجرات ودحرجت براميل مليئة بالمتفجرات المدمرة والمواد المشتعلة فدب الرعب والخوف في نفوس الآهلين، الذين حاولوا قدر الإمكان الدفاع عن أنفسهم والمقاومة، إلا أن السلاح لم يكن كافيا".
ويتابع الدكتور منصور: " نُهبت البيوت الخالية من سكانها، وتمّ توطين أعداد كبيرة من المهاجرين اليهود الذين بدأوا يصلون تباعا إلى حيفا ضمن مخطط مرسوم؛ ألا وهو تفريغ حيفا من سكانها الأصليين وإحلال مهاجرين يهود" وفقا للمخطط الصهيوني القاضي بتفريغ مدن وقرى فلسطين في عام النكبة".ويضيف المؤرخ منصور، وهو مقيم في مدينة حيفا وله العديد من الأبحاث والكتب في الشأن الحيفاوي، أن "الإنكليز ساعدوا في عملية تسليم حيفا لليهود على طبق من ذهب، واستمرت موجات الترحيل عبر فتح بوابات الميناء وكان يمكن رؤية الجنود الإنجليز يقومون بمهمة ترحيل العرب إلى جانب "الهاغاناه"، وبقي من أهالي حيفا العرب ثلاثة آلاف نسمة فقط من أصل 75 ألفا، والذين بقوا تم تجميع أغلبيتهم في حي وادي النسناس تحت فرض حكم عسكري قاس وشديد للغاية".
وادي النسناس
سمي "وادي النسناس" بهذا الاسم نسبة إلى حيوان اسمه "النسناس" الذي عاش في الوادي قبل أن سكن الإنسان فيه. وقد استوطن الإنسان الحيفاوي هذا الحي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهناك عائلة حيفاوية سميت بـ "نسناس"، منها عائلة الدكتور فؤاد نسناس، وهو طبيب معروف يعيش إلى اليوم في لبنان، وهاجر من حيفا عام 1948.
الحاج فؤاد أبو طارق البالغ من العمر 60 سنة، وهو من مواليد حي وادي النسناس، يحدثنا عن رائحة الخبز المحمص قبل 50 عاما الذي كان يستمتع بأكله ويسمونه "كعكة الخبز"، تلك الأيام التي يحنّ إليها غالبية أبناء جيله، ويحدثنا عن أسطورة المشنقة والجماجم وعيد المضايقات و"التعايش" وعن لجنة الحي، التي شاركنا الحديث عنها رئيسها فيكتور حجار -أبو رمزي- والأعضاء عادل خلايلة وبلال الحصري.
أثناء الحرب الصهيونية عام 1948 وبعد أن تم تجميع غالبية العرب في حي وادي النسناس، كان يسكن في الشقة الواحدة نحو 4 عائلات، كل غرفة لعائلة في الغالب يكون عددها أكثر من ثلاثة، وتتراوح مساحة الغرفة أقل من 35 مترا، ويضيف الحاج أبو طارق، أن سكان الحي كانوا يخشون السكن في شققهم المتباعدة عن بعضها، فكانوا يسكنون في شقة واحدة. وفي تلك الأثناء وأجواء الخوف لا تزال معششة في قلوب السكان المنكوبين من أهل حيفا الأصليين، خرجت إشاعة تتحدث عن وجود "مشنقة" في غرفة مليئة بالجماجم مبنية على سطح البناية التي يسكنها الحاج أبو طارق وباقي العائلات، وربما أن هذه الإشاعات كانت كفيلة بعدم صعود أحد إلى سطح المنزل، خوفا على حياته من القتل.
"عيد المضايقات"
تنظم بلدية حيفا الإسرائيلية منذ 16 عاما كل سبت وعلى مدى شهر كانون أول فعاليات ما يسمى بـ "عيد الأعياد"، وهو الشهر الذي تتزامن فيه أعياد المسلمين (عيد الأضحى أو رأس السنة الهجرية) والمسيحيين (عيد الميلاد) وعيد اليهود (الحانوكاة)، وقد شارك في افتتاح "العيد" عام 2009 رئيس بلدية حيفا "يونا ياهاف" ورئيس الأركان الإسرائيلي - وزير الأمن الأسبق "شاؤول موفاز".
في وادي النسناس سوق خضار وبضائع متنوعة يؤمه في العادة أهالي حيفا العرب لشراء حاجياتهم، وفي كانون أول من كل عام -في"عيد الأعياد" أو كما يحلو للبعض أن يسميه بـ"عيد المضايقات"- يؤمه مجموعات من اليهود والسائحين لمعاينة الحي وسكانه، كأنهم يتجولون في حديقة محمية طبيعية ينظرون إلى الأهالي كأنهم "مخلوقات غريبة تحت غطاء التعايش الزائف وغير القائم فعليا في حيفا"، كما يقول المؤرخ الدكتور جوني منصور.
يقصد بـ"التعايش" خلال الحديث في الداخل الفلسطيني، على الأقل بين الناس العاديين، ولدى بعض المثقفين الفلسطينيين تحديدا بين العرب واليهود، أما مسيحيو ومسلمو حيفا فقد عاشوا معا مرارة النكبة وحلاوة الجيرة في الشدة والرخاء، كما يقول أبو طارق وفيكتور حجار، ويضيف أبو طارق: "قليلا ما تسمع في الواد أن هذا مسيحي وهذا مسلم، فقد تربّينا على محبة بعضنا البعض كجيران وكأهل وبيننا محبة "غير شكل"، فكان الولد يعود إلى بيته ليأكل وجبة الغداء وتقول له أمه: اذهب عند أم فلان جارتنا خليها تعملك أكل إحنا اليوم مش طابخين".غالبية من التقيناهم في وادي النسناس يؤكدون تماسك أهل الحي ووقوفهم وراء مطالبهم وحقوقهم أمام السلطات والأجهزة الإسرائيلية، ومن بين مظاهر التماسك، التي سمعت عنها كثيرا، عندما تحدث إشكالية بين "مسيحي" و"مسلم" في حيفا، وهي إشكاليات تكاد لا تحدث، فلا ينتظر أحد حتى تكبر، فالكل شريك في "التهدئة" وعودة مياه الوادي إلى مجاريها.
"سعينا مع مجموعة من المثقفين ورجال المجتمع قبل عدة سنوات ووجهنا طلبا إلى بلدية حيفا لتنظيم "عيد الأعياد" في حي الكرمل أو حي "نافي شأنان"، أو في الأحياء والمناطق اليهودية، إلا أن البلدية رفضت بحجة أن نظام الحياة في هذه الأحياء لا يناسب عقد مهرجان العيد فيها"، يقول الدكتور جوني، ويضيف: "فمن هنا تدركون مدى الزيف الكبير في هذا التفكير والتوجه التمييزي، حيث يتعرض سكان الحي إلى مضايقات وإزعاجات طوال فترة تنظيم العرض، حتى أن بعضهم عندما يريدون دخول الحي يستصعبون كون الشرطة تطلب منهم إبراز بطاقات الهوية!!".الحاج أبو طارق، يؤكد على ما قاله المؤرخ، ويضيف: "في يوم السبت يكون الوادي بحرا من الناس، أولاد ورجال ونساء من "جميع الأشكال"، ضجة كبيرة، أزمة سير، نعيش في ظروف حصار حقيقية، حتى إن من يريد منا السفر بسيارته يخرجها خارج الوادي قبل يوم من المناسبة حتى يتمكن من السفر".
إضراب في حيفا
في الذكرى التاسعة لانتفاضة الأقصى عام 2009، زار وفد عن لجنة الحي في وادي النسناس جميع المحلات التجارية وتجار الحي قبل حلول الموعد بيومين، وأبلغوا أصحاب هذه المحلات بضرورة الالتزام بالإضراب العام تجاوبا مع قرار لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، وهذا تحقق لأول مرة في حيفا منذ عام 1948 كما يقول فيكتور حجار.
يقع مكتب لجنة حي وادي النسناس في منتصف الوادي، وهو مجهز بأدوات المكتب الحديث، حيث تشكلت اللجنة قبل 6 سنوات، بعد أن رأى الأهالي أن ثمة ضرورة لتشكيلها لصالح الحي، وقد تم انتخاب اللجنة في انتخابات ديمقراطية، حيث انتخب فيكتور حجار رئيسا وهو متقاعد ومتفرغ لعمل اللجنة، فيما انتخب أبو طارق نائبا و22 عضوا في اللجنة، وهناك لجنة مصغرة مركزة تعمل وتنعقد بشكل دائم.منذ 20 عاما يعمل عادل خلايلة (48 سنة)، مركـّزا لقسم الشبيبة في المركز الجماهيري في الوادي ومركزا في نفس الوقت للفعاليات الرياضية في ملعب الحي، وهو بالمناسبة من الانجازات التي تتفاخر بها اللجنة، يقول خلايلة إن الحي يتقدم ويتطور تدريجيا وإن العلاقات بين الشبيبة ممتازة، ويُعتقد أن الجيل الجديد في الحي ورث العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين من أهاليهم والتي يُضرب بها المثل في وادي النسناس.
ويؤكد خلايلة أنه كان من الصعب، قبل إقامة اللجنة، لعب كرة قدم أو إصلاح شيء أو حتى تغيير مصباح، فكانت طلباتنا وهي متواضعة تحتاج شهرا وتواقيع كثيرة لإنجازها.يحيط مركز وادي النسناس، أربعة مدرجات تطل على شوارع محيطة بالوادي، وقد درج في الحي أن عصابات "الهاغاناه" استعملت الدرج وقامت بإلقاء براميل مع فتيلة وبارود لنسف المنازل، هذا ما سمعه الحاج أبو طارق يوم كان طفلا لا يتجاوز الأربع سنوات.كانت هناك عمليات هدم لعدد من بيوت الحي على مدار سنوات طويلة، وخاصة بعد الاحتلال في عام 1948، وذلك بداعي شق طرق وتوسيع المعابر إلى داخل الحي. ولكن البلدية مستمرة في عمليات الهدم بذريعة أن هناك بيوتا غير صالحة للسكن، وذلك دون توفير حلول بديلة لأصحاب هذه البيوت الذين يعيشون فيها منذ خمسة أو ستة عقود من الزمن.
وواضحة سياسة التفريغ والسيطرة على البيوت في الحي، لأنه، وفق ما سمعت، يوجد مشروع مستقبلي لبناء أبراج عالية ومساحات من مواقف السيارات مما سيُدرّ أرباحا طائلة على الملاك وأصحابها الحاليين أو الحكومة وشركات الإسكان، أقوال الدكتور جوني منصور.تعود ملكية أكثر من نصف الشقق في وادي النسناس إلى أصحابها الأصليين العرب، والباقي سيطرت عليها شركة "عميدار" الاستيطانية وأسكنت فيها عائلات يهودية، ولكن إصرار أهالي الحي مكـّنهم من إخراج العائلات اليهودية وإسكان عائلات عربية مكانها.
أما العائلات المعروفة التي سكنت حي وادي النسناس، كما يقول المؤرخ الدكتور جوني منصور، فهي: الدلول، منصور، قلق، حداد، شلبي، شبلاق، سويدان، المصري، باكير، إبراهيم، الخوري وغيرها.وحول المعالم التي لا زالت شاهدة على أصحابها الأصليين يقول الدكتور منصور: "في واقع الأمر لا توجد معالم تاريخية بارزة في حي وادي النسناس لكونه حيا سكنيا بُني من فترة زمنية قريبة. أما أبرز المعالم التي بقيت موجودة فيه فهي: فرن أبو أنطون، ومبنى الفرن يعود إلى نهاية الفترة العثمانية، وحصريا إلى نهاية القرن التاسع عشر. وبقي الفرن يعمل على الحطب حتى قبل عشرين عاما تقريبا، وأنا أتذكره وأتذكر صاحبه، إذ اعتدنا على خبز الخبز وأنواع من المأكولات والحلويات في هذا الفرن القديم. معلم آخر رأيته بنفسي ولم يعد قائما: بئر ماء ومضخة، مُلك الحاج حسين باكير، الذي كان يبيع الماء للسكان في وقت لم تصل فيه المياه إلى بيوت الناس". وحدثنا الحاج فؤاد (أبو طارق) عن حالات ومشاهد حدثت في السنوات الأخيرة في وادي النسناس وتكررت بعيدا عن وسائل الإعلام، وقد يكون هذا التقرير يكشف عنها لأول مرة.
يقول الحاج أبو طارق إنه قبل 10 سنوات شاهد زوجين -رجلا وامرأة يابانية- يصعدان إلى درج بيته الكائن في مركز حي وادي النسناس في عماره تقطنها 4 عائلات، هذان الزوجان، ، بدأا يلتقطان الصور معا على وجل، يخشيان أن يراهما أحد الجيران، أو المارة، أو صاحب محل الخضار، وسارع الزوجان إلى التقاط الصور على بوابة بيته تارة، وقرب باب جاره تارة أخرى، وثالثة على شرفة العمارة المطلة على شارع الحي، حيث يكتظ الشارع بالمحلات التجارية على اختلاف أشكالها. وتحديدا يقول أبو طارق: "إن اليابانية هي من كانت تصور الرجل وتلتقط له الصور على استحياء".لوحة واقعية شاهدها أكثر من حيفاوي يسكن في الوادي، أثارت في نفس أبي طارق علامة استغراب وخوف وبعد ذلك شجونا وحنينا، فنادى على ابنته: "تعالي يا بنت احكي مع هدول شو بساوو؟ شو بدهن منا؟ لإيش بتصوروا"، وفي هذه الأثناء اقترب منه الرجل وتحدث معه باللغة العربية وأخبره أنه من عائلة شبلاق، وعلم أن هنا كان بيته وهو الآن يسكن في أمريكا معيدا في إحدى الجامعات الأمريكية، وأخبره أن اليابانية هي مساعدته، وأنه جاء إلى بيته في الوادي ليراه وليلتقط معه الصور كثيرا.
وهنا، عاد أبو طارق إلى الوراء يتذكر جيرانه بحزن وشجن وأكد أن جيرانهم حقيقة كانوا من عائلة شبلاق وأهداه بعد ساعات من الحديث بينهما يد الهاون، هدية من حيفا إلى معيد في أمريكا قد يعود إلى وطنه يوما ما.لا زالت المراسلات بين العائلتين مستمرة وقائمة، وفي رسالتين حصلنا عليهما كتبها داوود شبلاق: "إلى السيد فؤاد حجاب وعائلته، تحياتي لكم جميعا، أرجو من الله أن تكون أحوالكم تامة. أود أن أعبر لكم عن شكري الجدير على كرامتكم وأخوتكم، فالحقيقة تقال إنني شعرت أني بين الأهل والأصدقاء والأحباء، ولا شك عندي أنكم ستظلون في فكري دائما حيث أنكم الوصلة الروحية بيني وبين البلاد (...) يد الهاون قد خسرتموها فساعدكم أني سأعوض لكم بها، لربما تودون أن تعرفوا أن يد الهاون تقعد اليوم على مكتبي وهي تذكرني بكم،....". وفي رسالة أخرى كتب يقول: "أتمنى لكم العافية ولجميع أفراد العائلة وتحياتي لجميع الجيران في وادي النسناس... أخوكم داوود.".

0 التعليقات:

إرسال تعليق