أطلت علينا صحيفة " بي هأتون" الأسبوعية ، والتي تصدرها نقابة الطلاب في الجامعة العبرية ، بتقرير مليء بالحقد والضغينة ، مشبع بالكراهية ، مشنة هجوما شرسا على الطلاب العرب ، متهمة إياهم بتخريب سكن رزنيك وصبغه بجو مشحون.
هذه الصحيفة تمول من كافة الطلاب ، كل من دفع قسط التعليم ليُسجل طالبا في الجامعة العبرية ، فتتعدى الصحيفة كل الخطوط الحمراء وبصقت في بئر شربت منها لتستمد قوتها ، على حساب الطالب العربي ، قاطع مئات الكيلومترات ليدرس ويعود بشهادة يفيد بها نفسه ومجتمعه.
لعنوان التقرير دلالة على فحواه ، الإناء بما فيه ينضح، " نعيش كما في قرية عربية " ، يصورون وضع سكن رزنيك كأنه قرية عربية معللين التشابه بالضجيج والحملات الدعائية السياسية المكثفة ، حرق أل " مزوزا " ، تدخين النرجيلة وتشكيل قوة تقلق أمن وراحة الفتيات ليلا ، لم يكتفوا بذلك فلا يروق لهم ازدياد عدد الطلاب العرب لتقول إحدى الموظفات في السكن الطلابي " كل سنة يزداد عدد الطلاب العرب ، اليوم نسبة العرب في رزنيك 75% ، لم يحب باقي الطلاب الحال الراهن الذي يغذي نفسه ليزداد ، الساكنين هنا يشعرون كأنهم في قرية عربية ، مجموعات طلاب عرب يجلسون بين شعاب السكن يدخنون ويثيرون الضجة ، يوجد جو تهديد وفوضى تسبب هرب الطلاب وانتقالهم للسكن في أماكن أخرى . وتكمل قائلة " لقد صادفت طلاب عرب يحرقون " المزوزا " أو يخلعوها ، ولم يعيدوها لنا . فتطالبُ الجامعة بالتعامل بيد من حديد مع الطلاب العرب لحل هذه المشاكل.
تظهر جليا الحملة الشرسة الموجه ضد العرب ، أهل البلاد وأصحاب الأرض ، على صعيد الدولة ولاحقتها لقيادة الوسط العربي ، الاستهزاء بالديانات الأخرى وضح النهار على شاشات التلفاز ، محاكمة طلاب جامعة حيفا والآن عندنا في القدس ، فبتقييد ورفض الفعاليات للأحزاب العربية محاولة كم للأفواه ، يصدر التقرير العنصري المحرض على الطلاب العرب ، متهما أهلنا شيبا وشبانا ، رجالا ونساء ، أطفالا وشيوخا ، بالفوضوية واللا أخلاقية ، طريق ممنهجة للنيل منا ومن ثقافتنا وحاضرنا .
إننا نرى خطورة كبيرة مترتبة على نشر التقرير والتحريض ، موجهة أصابع الاتهام صوب أبنائنا الأعزاء ، فالصحيفة فقدت مصداقيتها أواسط الطلاب العرب ، فنرفض هذه التفوهات والتهجمات المسعورة الغير مسئولة ، ثقافتنا وأخلاقنا أعلى وأرفع ، حال الدولة بحكومتها مخربط مبلبل كوضعها الاقتصادي الاجتماعي ، تطغى حالات القتل والاختلاس ، السرقة والاغتصاب في الوسط اليهودي متفشية ، ليناقشوها ويحللوها بدل التهرب وإلقاء اللوم على الآخر كما في الأسبوع الماضي بنقاشهم في الكنيست أيهم أعنف العرب أم القادمين الجدد مميزين مفرقين بين المواطنين ، متخذين نقاشاتهم وفق أفكار مسبقة مشوهة لا تمت للواقع بصلة ، ليتعلموا احترام ثقافة الآخر وفهمها ، فلو فهموا ووعوا قيمنا وتقاليدنا لما تفوهوا بهذه الطريقة اللئيمة .