تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

عبد الرازق متاني


كي لا ننسى.. حدثت النكبة وهجر أهالي ما يزيد عن 500 قرية ومدينة فلسطينية من ديارهم ليصل عددهم اليوم إلى قرابة 6 ملايين لأجئ ( 6,000,000 لمن لا يتصور العدد) في مخيمات الشتات لتقوم المؤسسة الاسرائيلية بعد ذلك بجرف وهدم قراهم غير مبقية على اثر او حجر ضمن حملتها الشعواء لتهويد الأرض وذاكرة المكان ولتحرم هؤلاء الذين أصبحوا لاجئين حتى من ذكرياتهم.


لحظة:


لعل الأمر لدى البعض أصبح أمرا عادياً عابراً, ولعل النكبة أصبحت مجرد ذكرى "نحييها" أو قد يصل الأمر لدى البعض لـان "يحتفلوا بها" وقد نسينا أو تناسينا أن عمليات التهويد, ومصادرة الارضي, وهدم البيوت, وانتهاك المقدسات ما زالت مستمرة ..


ولنا وقفة..


في بعض الإحصائيات وصل عدد القرى والمدن المهجرة إلى 531 قرية ومدينة فلسطينية وفي إحصاء أخر وصل عددها إلى 675 بلدة هجر أهلها وقد سويت قراهم (او ما بقي منها) بالارض, الأمر الذي يحتاج منا لوقفة : عندما نتحدث عن كل قرية فنحن نتحدث عن :سكان, وبيوت, ومقدسات, ومساجد, وكنائس, ومدارس ومقابر... كل هذا أصبح غير موجود بلمح البصر..


المقابر الإسلامية: انتهاكات مستمرة..


لم يكن حال المقابر الإسلامية أف
ضل من حال القرى والمقدسات الإسلامية فقد تعرضت لانتهاكات عديدة ومتنوعة كالجرف والطمس أو نبشت لأتفه الأسباب، فتارة يشقون شارع من خلال المقبرة أو يبنون الأبنية أو ترى المقبرة حولت إلى متنزه أو مرعى للأغنام أو حتى مكب نفايات ... كل ذلك دون مراعاة لحرمة وقدسية المقابر وهو الأمر الذي حرمته جميع الشرائع الدينية والدنيوية.

وقاحة بلا حدود


إن وظيفة العلم الارتقاء والسمو بالإنسان وان يضمن له حياة كريمة طيبة, كذلك فعل الإسلام الذي حث على احترام الإنسان حياً وميتاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كسر عظم الميت ككسره حيا", في حين وصلت الوقاحة بالمؤسسة الإسرائيلية التي لا تتوانى عن انتهاك مقابرنا ومقدساتنا في الداخل الفلسطيني، وصلت بها الوقاحة وقمة التبجح، ان تقوم سلطة الآثار الإسرائيلية بنشر صور وتقارير لعمليات حفر وانتهاك للعديد من مقابرنا الإسلامية في البلاد غير مبالية بحرمة الأموات ولا الأحياء نذكر منها:


المقبرة رقم 1 رملة* :


تمت الحفريات بواسطة شركة "الكسندر اون" والتي تمت خلال شهر أيلول 2005 في شارع 431 بين مستوطنة "يشرش" وحارة الجواريش في الرملة والتي تم فيها انتهاك أربعة قبور . الرابط : http://www.hadashot-esi.org.il/report_detail.asp?id=797&mag_id=114esi.org.il/report_detail.asp


المقبرة 2 قناة بنت الكافر:


تمت الحفريات بواسطة شركة "أمير جورزلاني" والتي تمت في الأشهر تموز-أب 2006 جنوبي الرملة ومن جهة شرق-غرب لمستوطنة" يشرش" والتي حفر بها جزء من المقبرة الاسلامية. منطقة A – تم حفر ثمانية قبور من بين عشرات القبور والتي اكتشفت في عمليات التنقيب المبكر . منطقة B- تم انتهاك وحفر قبرين . الرابط : http://www.hadashot-esi.org.il/report_detail.aspid=794&mag_id=114


المقبرة 3 رمله- شارع "بيالك*":


أديرت الحفريات بواسطة "جيورا فرنوس" والتي تمت في الأشهر تشرين الأول وكانون الأول 2003 في شارع "بيالك" في الرملة. تمت عملية التنقيب بعد انتهاك المقبرة والتي أرادوا ان يمرروا من خلالها خط تصريف صحي.


في المنطقة A-B تم انتهاك مقبرة إسلامية والتي تؤرخ إلى الفترة الإسلامية المبكرة وقد تم انتهاك 20 قبراً إسلامياً. الرابط : http://www.hadashot-esi.org.il/report_detail.asp?id=857&mag_id=114 مما لا شك فيه أن وقاحة المؤسسة الاسرائيلية بلغت ابعد الحدود، فقد انتقلت إلى مرحلة جديدة من الانتهاكات والاستخفاف بمشاعر المسلمين عامة وفلسطينيي الداخل خاصة، يل أنها تتطاول على الإسلام وحرماته بانتهاكها مقابر تعود إلى فجر الإسلام وقد يكون ممن قبر فيها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أخيار التابعين من بعده.


نعم إنها وقاحة وأي وقاحة فلم تكتف المؤسسة كما فعلت في السابق بانتهاك المقابر فحسب (مأمن الله, يازور, البروه..) بل إنها وبحجة العلم –والعلم منهم براء- تقوم بنشر انتهاكاتها مما يؤكد عزمها واستمرارها في النيل من مشاعر المسلمين ومن حرماتهم, لا بل من موتاهم الذين في أحسن الحالات قد يكونون مكدسين في صناديق مخازن سلطة الآثار أو قد لا تجد لهم أثرا.


من هنا فأننا نطالب وبشدة بوقف انتهاكات مقابرنا واحترام قدسية موتانا ..


كذلك نطالب باسترداد رفات الموتى ودفنهم بالصورة اللائقة... كذلك نطالب بمعاقبة ومقاضاة كل من تسوّل له نفسه أن يمس بكرامة وحرمة الأحياء والأموات من أبناء شعبنا...

0 التعليقات:

إرسال تعليق