تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

مركز الدراسات المعاصرة


تسعى حكومات إسرائيل إلى تهويد النقب،فترصد الميزانيّات لذلك وتضع الخطط،وتعيّن لجانا لدراسة الموضوع وتقديم التوصيات للدوائر المختصّة.

الدولة أيضا من جهتها حاولت اللّعب والالتفاف على فلسطينيي النقب من خلال استغلال طيبتهم،لا بل وظروفهم المعيشيّة القاسية، وارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم،لتهميشهم طيلة الوقت؛فحاولت سلب أراضيهم من خلال ما قدّمته،بل عرضته،من إغراءات غير مجدية أصلا ، رفضها الأهالي جملة وتفصيلا ، لتمسكهم بحقوقهم ورفض مبدأ المساومة عليها!

فلسطينيو النقب، عقلوا ما تخطّطه لهم الدولة ودوائرها وأذرعها المسماة بالأمنيّة،فآثروا الصمود والتصدي لهذه المشاريع والخطط بصدورهم العارية وإمكاناتهم المحدودة في مواجهة دولة تملك إمكانات جمّة وهائلة من رجال شرطه وآليات وأموال ونفس طويل!

النقب اليوم يواجه مخطّطا ضخما وغاشما للاستيلاء على أراضيه التابعة للفلسطينيين العرب ،يتمثل في وضع اليد عليها وتجريفها وزراعتها بالأشجار الحرجيّة كمرحلة أولى لبناء المستوطنات عليها ، وبعض هذه الأراضي تستخدم لشق الطرق وإقامة منتزهات ومناطق صناعيّة يهودية عليها، لا بل وتحويل بعضها أيضا لمناطق خضراء لتبقى أرضا احتياطية لأي مشروع تطوير(تهويد) مستقبلا للسكان اليهود بالطبع!

إنها مؤامرة كبرى هدفها تشريد العرب وتهجيرهم، ( وغطاؤها تجميعهم في قرى جديدة ) وبالذات سكان ما أطلقوا عليه بالقوة "القرى غير المعترف بها" ، لا لتقديم الخدمات لهم ورفع مستوى حياتهم المعيشيّة ، وإنما طمعا في الأرض التي يعيشون عليها ، أرض آبائهم وأجدادهم!

إن النقب في خطر شديد، وإنه ليحتاج وقفة حقيقية من كافة الأطر في الداخل الفلسطيني ، لا بل وعلى المستوى الشعبي والجماهيري، للضغط على الحكومة ودوائرها وأجهزتها الفاعلة على الساحة هناك ،لوقف هذا المخطط الغاشم والظالم ،وإلا فإن صورة النقب ستتغيّر خلال سنوات قليلة، وستصادر أراضي أهله الأصليين ، وسيغدو الواحد منهم(أهل النقب) يحتاج مرشدا ( من البشر أو على شكل خرائط ورقية أو ألكترونية أو رسومات بيانية ) للتعرف على موقع أرضه، ؛ وإن لم يحصل تحرك عملي سيأتي يوم فيه نبكي النقب كما بكينا غيره من مناطق وطننا الحبيب!!

إن الواجب ينادي الكل لأخذ دوره في الدفاع عن أراضي النقب والتصدي للمشروع الخطير الذي سيغيّب كثيرا من معالم النقب العربية التي نعرفها، والتضامن مع أهلنا هناك ، والمشاركة في فعاليّاتهم ودعمهم بكل الوسائل المتاحة ، فاليد الواحدة لا تصفّق لوحدها ، والكثرة - كما قالوا- غلبت السباعة (الشجاعة)، وكما قال الشاعر واصفا فضل الجماعة :

تأبى العصيّ إذا اجتمعن تكسّرا * وإذا افترقن تكسّرت أحادا

فانفروا ، أيها الأهل، واصحوا فـ "النقب في خطر" !!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق