تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كالسورة من القرآن : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ، ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ، ويسمي حاجته ) .

الراوي: جابر بن عبد الله ، المحدث: البخاري ، المصدر: صحيح البخاري ، خلاصة الدرجة: [صحيح]

نعمة منحنا إياها الله تبارك وتعالى ، الخالق البارئ المصور ، عالم الغيب ، نعمة يجهلها كثير من الناس ، لو عرفوا استغلالها وفهموها لحلت وهزلت مشاكلهم ، صواب قرارهم ودربهم بها ، من فضائل ديننا الحنيف ، رحمة من رب غفور بعباده رحيم ، في الاستخارة توكل أمرك لله ، تتوكل على الله وتثق أن ما سيختاره لك الأفضل ، والخيرة في ما اختار الله ، فصدق العبد مع ربه وتقربه إليه بالطاعات والعمل الصالح يكسبه رضى الله ومحبة الله ، فيحبه العباد ، يُيسر الله أمره ولو شاء البشر غير ذلك ، فالبشر لو اجتمعوا ليضروا العبد بشيء لن يضروه إلا بشيء كتبه الله له ، ولو اجتمعوا لينفعوا العبد بشيء لن ينفعوه إلا بشيء كنبه الله له ، كما ورد في الحديث الصحيح في سنن الترمذي ، محدثه الترمذي وراويه عبد الله بن عباس قائلا : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ).

في الاستخارة تطلب من الله أن يسهل وييسر لك أمرك إن كان لك خير ، في دينك ومعاشك وعاقبة أمرك ، وتطلب أن يبعده عنك ويبعدك عنه إن كان لك شر في دينك ومعاشك وعاقبة أمرك ، ومن ثم تطلب من الله أن يرضك بهذا القرار ، ولو أرادت نفسك والهوى غير ذلك.

شخصيا قمت بالاستخارة مرات عدة ، لذات الغرض عدة مرات ، أردت أمرا وصممت عليه ، عَشِقـَت نفسي ذلك ، بدأت أظن أني حصلت غايتي وأخطط مرتبا أفكارا ، استخرت الله ، تضايقت بعد الاستخارة ، بدأت تأخذني الشكوك أأريد أم لا ، توكلت على الله ، أقدمت موقنا أن الله سيختار لي الأفضل ، النتيجة عكس رغبتي ، إلا أني ابتسمت وفرحت ، لان المشروع إن دخلته سأخسر ، فاختار الله لي أن لا يتم ، فعرفت الخير في ما اختار الله ، رضيت وقلت الحمد لله ، وصلتني محادثة فك المشروع خلال عملي ، أكملت يومي فرحا لأني ربحت.

الاستخارة خدمة مجانية، لا ندفع المال ولا نخسر بالقيان بها ، لا تأخذ من الوقت الكثير ، انصح كل شخص أن يجعلها روتينية في أعماله وقراراته ، فالرابح الأول والأخير هو المستخير ، ولا ننسى أن بعد الاستخارة استشارة ، استشارة البشر ، فلو أردت دراسة موضوع نموذجا ، استخر الله ، ولا تنسى استشارة البشر ، لربما تأخذ فكرة عن الموضوع تجده غير مناسب لك.

الحمد لله على نعمة الاستخارة.

1 التعليقات:

السلام عليكم
صدقت ما خاب من استخار
وفقك الله ويسر لك امورك

إرسال تعليق