تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

صَعُبَ علي إكمال يوم العمل ، سُعال وإرهاق ، طلبت من المسئول العودة للبيت وأن لا أحضر في الغد كذلك ، فالعمل مع المرضى في المستشفى يحتم سلامة وصحة الطاقم الطبي المُعالِج ، للحفاظ على سلامتهم وسلامة المريض ضعيف جهاز المناعة . عدت لمساكن الطلبة ، لملمت نفسي وأغراضي ، هاتفت والدتي إذ أردت لقاءها في المسجد الأقصى ، قالت تركت لك حقيبة الطعام في أحد محلات السوق داخل البلدة القديمة.

وصلت حي المصرارة ودخلت البلدة القديمة من باب العمود مرورا بشارع الواد ، أخذت الحقيبة شاكرا البائع لحفظها ، وصلت باب المجلس وحراسة مكثفة للجيش الإسرائيلي ، سألني عن محتوى الحقيبة الكبيرة فأجبت أنا طالب جامعي وهذه ملابسي ففتشها ، ظننت للحظة أنه سيطلب بطاقة الهوية ليسجل رقمي ويعيدها لي بعد الصلاة ،لكن سمح لي بالدخول لساحات المسجد الأقصى المبارك.

قارب وقت الأذان ، تبقى نصف ساعة ، لم أرد الاتصال بأمي لتخرج لملاقاتي ، فقد وجدَت لها مكانا داخل الصخرة لتصلي ، فتحت حقيبة الطعام لأجد اللحوم والمقلوبة والمزيد المزيد ، أعدت والدتي حفظها الله أشهى أنواع الطعام ظانة بقائي في القدس حتى الأسبوع القادم ، قررت العودة للبيت بباصات مسيرة البيارق المباركة ، أخبرتني أمي عن كرسي فارغ في الباص لأعود معهم ، أكلت قليلا ولثقل حملي صليت في الساحات تحت صحن الصخرة غربا بجانب باب السلسلة.

خطب الجمعة الشيخ أبو سنينة ، وأم ركعتي الفرض ، كان الجو جميلا ، غائم جزئي ، فجأة تلبدت السماء بالغيوم ، وعندما سلم الإمام فتحت أبواب السماء وأمطرت بغزاة ، آلاف يركضون يبحثون عن ملجأ ، صعدت صحن الصخرة ووجدت قبة جانب قبة الصخرة غربا ، وقفت محتميا من المطر وهاتفت والدتي لتخرج من الصخرة ، التقيتها عند باب القبة الذهبية ، أخذت حِملها وسرت تحت المطر لأصل الباص البعيد إذ صف بموقف وادي الجوز ، البس قميص رقيق اخترقته قطرات المطر ليحاصر البرد جسدي ويهاجمه من كافة الجبهات ، وغرقت قدماي بالوحل.

وصلت الباص فلم أكن وحيدا مبلبلا ، ركبت لاجف قليلا ، شربت الماء ، التقيت بأصدقاء وجيران لم اقابلهم منذ مدة ، سلمت عليهم ، سار الباص مارا من جانب مساكن الطلبة ، حسبت قصتي مع المطر انتهت فأصر الباص تذكيري بالبرد خارجا ، عند أول تقاطع طرق مال يمينا لتميل علي وترتطم برأسي مياه المطر المتسللة من زجاج الباص ، لتقول لي لم يحميك الباص مني.

وصلت البيت ، شربت كأس شاي ساخن ، بدلت ملابسي ، وبدأ يوم جميل ممتع مشوق في باقة الغربية.

3 التعليقات:

انت تتعلم طب؟

السلام عليكم

كلا ،

أدرس التمريض في عين كارم

وعليكم السلام

اذا موفق ان شاء الله

إرسال تعليق