تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

تعتبر المرحلة الجامعية ذات أهمية كبيرة في حياة الإنسان ، فعليه أن يستغلها على أكمل وجه ويستخلص منها خالص الفائدة والرقي الذاتي والجماعي ليحدث لمسة وبصمة نحو الأمام يشهد لها مستقبلا بأنها نقطة تحول وتضاعف القوة والإنتاج.

كي يحدث ذلك فان الفرد بحاجة ليجلس مع نفسه بضع دقائق بصدق ، يخلو بنفسه ، يرسم مسرى حياته ويضع النقاط الأساسية فيها ، حجارة البناء الأساسية ، الركائز ، أن يصدق مع نفسه ويكون عليها رقيب ، أن يعلم ما هي الجامعة بنظرة عامة شاملة لا الاكتفاء ببعض الجوانب وترك أخرى فتؤثر عليه سلبا وتـُضعضع الجوانب التي ظنها راكزة ثابتة.

بعد أن اختار الطالب موضوع دراسته الجامعية ، تقدم بطلب الدراسة وقـُبل في جامعة معينة ، علية دراسة هذه الجامعة ، في أي بلد تقع ، هل عليه أخذ مسكن بالقرب منها أم بإمكانه السفر ذهاب وإيابا يوميا ، أن يتدبر أموره المالية وتأكيد وجود الموارد لتغطية مصاريف الدراسة ، عليه الجلوس مع أهله وإعلامهم بكل ما يحدث معه ومشاورتهم ، يجب أن يستخير الله ومن ثم يستشير الناس ، طلب المساعدة من أهل الاختصاص والخبرة ، عدم التردد بالتوجه إليهم ، وإن لم يجد أشخاصا محددين فان جمعيات أقيمت لدعم التعليم في الوسط العربي تنتظره وربما تقوم هي بالتوجه إليه ، نموذج حي لذلك جمعية اقرأ لدعم التعليم في الوسط العربي والتي تقوم بمشروع التوجيه الدراسي لطلاب الثانويات ، فتفتح لهم آفاق واسعة وتعينهم في دربهم حتى دخولهم الجامعة ، فبعد التوجيه الدراسي تقوم الجمعية على مشروع البسيخومتري* ، تستقبل الطلاب في مساكن الطلبة ، توزع هدايا رمزية ومواد دراسية ، تتواصل معهم طوال العام من خلال الزيارات الخاصة والفعاليات العامة في أروقة الجامعة ، وتقدم الجمعية منحا دراسية لتخفف ولو بالقليل عن كاهل الطلاب ، فادعوا الجمعية بأن تستمر بخدمتها للطلاب العرب وأن تبقى نبراسا عنوانها لهم وعنوانها خدمة الطالب أسمى المطالب شعارها الأيمان والعلم والعمل.

من أخطر المشاكل التي يواجهها الطلاب هي إيجاد شريك للسكن ، فلربما يكون اختلاف تام بين أفكارهم تؤدي لخلاف بينهم ونزاع ، يؤثر سلبا على حياته اجتماعيا وصحيا ، دراسيا وتحصيلا ، وقد لا تكون إمكانية لتغيير الغرفة بسبب امتلاء السكن بالطلاب ، فيضطر احتمال الوضع عام كامل ، عام عله يفسد المخططات ويهدمها ، قد يفشل الطالب في دراسته لعدم سماح شريكه له بالدراسة والجـِد ،يضايقه ويزعجه بعدة أمور كسماع الموسيقى وزيارة الأصدقاء له حتى وقت متأخر ، فيعود لأهله بخفي حنين ويضيع كل جهده ، لذلك فمن المفضل أن يبحث الطالب عن شريك قبل استلام سكنه ، يبحث بين معارفه ، فان لم يجد فيتوجه لمن يمكنه المساعدة ، جمعية اقرأ تقدم هذه الخدمة كذلك . قد يفسد الشريك أخلاق الطالب البريء ، فباب الشر مفتوح والانحراف سهل ، فيفقد الطالب دينه وخـُلـُقه فلا خير فيه حينئذ ، فان جَذبُ العامة سهل بفتح باب الشهوات ، والإيقاع بهم لا يكون بغتة إنما تدريجيا ، عام كامل كاف وكفيل بذلك ، وكم من طالب خاصة من الإناث الضعاف تم استدراجهم من حين لا يدرون ليجدوا أنفسهم في نقطة يصعب العودة منها ، طريق بلا مخرج ، وأهلهم يظنون أن ابنهم كالصخر لا تغيره الغربة ، فيقول الوالد أنا واثق من ابنتي ولو وضعت بين مئة رجل ، فنرد لا حاجة لأن تضعها بين مئة رجل ، وتابعها وتابع أخبارها وقم بزيارتها والاطمئنان عليها عن كثب.

تكاليف الدراسة باهظة تصل عشرات آلاف الشواقل ، وعائلاتنا بالكاد يكفيها دخل الوالد العامل الكادح لتعيش عيشة كريمة، مما يعني أن يبحث الطالب عن مصدر لتمويل دراسته ، جمعيات عديدة في الوسط العربي تقدم المنح الدراسية ، كما وإن الجامعات والوزارات الحكومية توفر منحا دراسية والأحزاب تقدم هنا وهناك ، فإذا تقدم الطالب بطلب منح سيجد أن ذلك يسهل عليه وعلى أهله ويخفف عن أهله عبء هم بغنى عنه ، ومن الطلاب من لا يكتفي بذلك فيعمل خلال دراسته ، لا أعارض عملهم بشرط أن لا يكون على حساب دراستهم . وهناك مشاريع عن طريق لجان الطلاب الجامعية تقدم فيها منحة مقابل مساعدة طلاب الابتدائية مثلا في دراستهم ، من هذه المشاريع بيرح وسحلب.

في بلاد الغربة يضعف الإنسان ، فيحتاج لأن يحافظ على نفسه ويقويها كي لا تغلبه نفسه الأمارة بالسوء وشياطين الإنس والجن المنتشرة بكثرة في الجامعات بؤرة الفتن ، فعلى الطالب أن يحافظ على علاقة مباشرة مع أهله وكل من يساعده ويدعمه ويقويه ، أن يربي نفسه ويهذبها ويصدق مع الله ، أن يصدق مع نفسه ، أن لا يكل نفسه لنفسه طرفة عين ، أنصح بالتزام الجماعة والابتعاد عن مواطن الفتن والشر فالذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية ، وقطعة الحطب منفردة سهلة الانكسار أما إن وجدنا حزمة من الحطب معا يصعب كسرها بل يستحيل ، وهذا حال الإنسان حين ينضم لجماعة لها نفس المبادئ والأسس تقويه وتشدد عضده وتقوى به ، فيقل التأثير السلبي للغربة ويزداد التأثير الإيجابي لترتسم نقطة التحول في حياته نحو الارتقاء والعلو ، يحصد النجاح ويتميز ، يعصر وقته ونفسه ليعصر أقصى ما يمكن خلال هذه الحقبة الزمنية ، يعود لأهله وبلده شخصا قويا مؤثر في مجتمعه وحاصل على شهادات أكاديمية ، وأقولها بلا خجل ، أنا لا أريد حملة شهادات أكاديمية لكنهم خسروا أنفسهم ، خسروا دينهم وخـُلـُقهم ، فهم ثقل على المجتمع وفساد لا يقدموا له أي شي ، بل يعكروا جوه.

اختم بموضوع المواد التعليمية ، فان الكتل الطلابية تقدم جزء منها ، كما ويمكن الحصول عليها من طلاب سنين متقدمة ، والامتحانات من سنين سابقة توفرها لجان الطلاب " أجودا" ، يمكن تصويرها والاستفادة منها.

هذه ملاحظات على عجالة يمكن التفصيل والخوض بكل واحدة منها لما تحوي ولأهميتها ، من تجربتي فان الجامعة مهمة ومصيرية في حياة الإنسان إن قرر خوضها ، لهذه اللعبة قوانين ، عليك التحكم بها واستغلالها لصالحك ، فاللعبة فيها رابح وفيها خاسر ، فاختر لنفسك أين تريد أن تكون.
-----

* إمتحان تصنيفي لدخول الجامعات الإسرائيلية

3 التعليقات:

سلامٌ عليكم

تدوينة شاملة عامّة,
بنظرةاولى للطالب الجامعي في سنته الاولى =)

وفقنـا الله ؛ جميعـاً ,,

تلميذة الرسول :صلى الله عليه وسلم يقول...

تلميذة الرسول :صلى الله عليه وسلم

بوركت اخ شادي على هذا النصح الكريم واسال الله ان يدب بالامة جمعاء غيرة على مثل هذه الامور
واضيف اخي من باب التناصح والتذكير ان بداية التعليم لدى الفرد عليه ان لاينسى استحضار النيه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "انما الاعمال بالنيات وان لكل امرىء ما نوى....." فيجب علينا ان تكون نيتنا لله وحده من خلال هذا التعليم وان نخلص العمل والقول لله ومن يتق الله يجعل له مخرجا
ووالله من يصدق الله يصدقه ويسهل له امره .
اول من تسعر بهم جهنم منهم عالما ملا الدنيا علما تعلم ليقال عالم فيدخل النار ،فلا تنسوا يا اخواتي واخوتي الاخلاص
قل ان صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
بوركت اخي بالله شادي على جهودك الطيبه وجعلها في مزان حسناتك.
ان الله اوهب لنا قلبا ففيه نضع محبتنا لله والاخلاص له بكل عمل نقوم به كما انه اوهب لنا العقل لنفكر ونحسن من خطواتنا ولنميز بين الصواب والخطأ فانا اشدد على اكبر المخاطر التي تواجه الطالب الجامعي اولها تردده في السؤال عن حق له وهذا اما يكون خجلا او عدم ثقة الخ.. والثاني هو الشريك في السكن فان هناك طلاب حياتهم كلها هزل في هزل وليس لجديه مكانه وحتى على صعيد الاخلاق الدينة والعبادات فانها ليست لها حيز من الاهتمام لذلك يجب ان يحذر الطلاب لان الله لا يريد بنا العسر انما اليسر لذلك يجب على جميع الطلاب ان يخلصوا لله وان يهتموا في الصحبه الصالحه.
وعني وعن الجميع جزاك الله كل خير يا اخي الطيب.

إرسال تعليق