تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ


يعيش الإنسان مراحل حياته مختلفة ظروفها وأحوالها ، يولد ويكبر ، يترعرع وينمو حتى يصل الكبر ، العجز يتزامن مع العجزة إلا أنه ليس بالضرورة ملازم لها ، فقد يعجز الإنسان في فترة مبكرة من حياته وأبناء جيله حوله صحاح، وليس العجز بالجسد فحسب بل العقل والمادة وغيرها فيها عجز، يتمحور حديثي حولها وارتباطها بالدولة بعد الإنسان.

العاجز حين يصل المشفى يُصنف ، عاجز جسدي ، عاجز عقلي ، وعاجز جسدي وعقلي ، وتصنيفات أخرى مهمة كالعجز الأخلاقي لكنه ينضم تحت كنف العقل لتحكمه به فتظهر عدة صور وألوان للعجز العقلي.

العاجز الجسدي يختلف التعامل معه وفق جيله وقوة ذاكرته وعقله ، والعاجز العقلي عادة يكون كبير السن ، كبير السن بفقد مع الزمن قدرته على التحكم بالحواس والعضلات ومن ضمنها البول والبراز ، قيما يسيطر عليها عادة العاجز الجسدي الشاب ، بشرط أن لا يكون مصاب بشلل للمنطقة العصبية المتحكمة بها ، فمرارة الشاب وأسفه أصعب من العجوز ويؤثر ذلك سلبا على نفسه وصبره على مرضه وعجزه وتقبله للعلاج.

يعامل العجوز العاجز بفظاظة وعدوانية تتضاعف حين يكون عاجزا عقليا ، إذ أنه لا يمكنه أن يشكو لعائلته حاله ومعاملة الناس له ، فيما يتمكن العاجز جسديا كامل القدرات العقلية من وصف حاله وذكر معاملة الآخرين له ، فيشكو ، وتبقى القضية لمن يشكو أمره وممن يطلب المساعدة ؟! فإن لم يكن أحد قريبه يستمع لشكوته يحبط ولا يعود يهتم لتعامل الآخرين له ، فإما أن يشفقوا على وضعه وحاله أو أن يتمادوا ويتطاولوا أكثر وأكثر.

حين تصلي في الأقصى فانك بكامل قواك العقلية ، لكنك عاجز الجسد نسبة لمن يقف أمامك ، فأنت لا تملك شيء وهو يملك، لا تملك إلا أن تشكي فتشكي للدول الإسلامية والعربية مطالبا إياهم أن يتدخلوا ويحموا الأقصى من المؤامرات التي تحاك ضده ، فترى أنهم صم بكم ولا حياة لمن تنادي ، إحباط يسيطر عليك إلا إذا كنت مؤمنا ، موقنا أن النصر من عند الله ، وليس من بني البشر متبعي الشهوات وما تهوى الأنفس بعيدين عن أوامر يتعدون حدود الله فيظلموا أنفسهم.

فاقد القدرة العقلية قد يفقد القدرة الجسدية ، الامر متعلق بأي قدرة عقلية فقد ، فربما تكون الأخلاقية حينها لا تؤثر على حاله الجسدي ، أما إن كان ذلك بحالتين مثلا ، الأولى أن تكون خلايا جسده تعفنت وفقدت وفقدت مقوماتها عند ذلك ينسى الإنسان كل شيء وتقل قدرته على الكلام ليقتصر على بضع كلمات فلا يسيطر على حواسه ولا يعلم ما يقول ويبقى في سريره ينتظر منك الأوامر ليتحرك بتوجيهك ومساعدتك ويقضي حاجته في ملابسه ويأكل مما تطعمه، وأحيانا يكون الخلل العقلي تاما فيفقد المريض قدرته على القيام بأي أمر ، لا يتحدث ، يفتح عيناه لكن لا نعلم ما يرى فلا تتبع عيناه حركتك حوله ، جسده سليم معافى ، لكن توقف عقله عن العمل ( موت سريري ) ، يصعب التنفس عليه فيحصل على النفس الاصطناعي من الجهاز ويُضع أنبوب مباشر من بطنه لجدار المعدة ليتغذى فيهزل جسده وتخير قواه ، يبقى في السرير بلا حراك شبه ميت ينبض قلبه ، تصبح حياته متلعقة تماما بالاخرين ، ينظرون موته لما يُـشكل من عبء وإن كان والدهم.
دولة كبيرة ذات نفوذ وسلطة وسلطان ، لديها أموال ومصانع تجني الأرباح وتسيطر على بعض الأسواق المهمة في العالم ، صحيحة الجسد ، فقدت بعض مقومات عقلها وربما كله لتسيطر عليها دولة أخرى ، فيقتل المواطن في الدولة المُحتلة عقليا وفكريا أخوه في الدولة المجاورة فصمته مشاركة في قتل جاره ، ذلك رغم حجم قوتها تنظر اليهم عُمِيَ على قلبها فلا تحرك ساكنا إنما تستنكر ما يُحاك بحق اخوانها وابناء ملتها ، فالمادة طغت عليها وتتحكم بخا وترسم لها دربها ومسلكها.

شاب قدراته العقلية عالية ، فقد قدرته الجسدية ، بقي لديه الأمل بالحياة ، تزوج وأنجب الأولاد ، لم يهمه نظرة الآخرين ، عرف أنه سينتصر في النهاية على إعاقته رغم جلوسه على الكرسي للأبد ، سيربي أبنائه وينتصر بهم ، سيعلمهم أن لا يرضخوا لواقع فـُـرض عليهم وأن يحلموا بمستقبل وردي علمهم أن الحياة صعبة وعليهم مجاراتها بصلابة وخشونة ، أن الإعاقة أو الإضطهاد ليس عائق والظلم لن يبقى وسيفرض نفسه على الجميع رغم أنفهم ، وإن احتجزوا داخل سجن صغير كالكرسي المتحرك ، لن يستسلم ، سيخرج منه من تحت الأرض أو من فوقها ، سينتصر على كرسيه وسجنه في الغرفة ولو واجه من ابن عمه من جهة يرفض السماح له بالمرور ومن الجهة الثانية الشباك ومن جهتين أبواب أغلقت لان خلفها من جنه وأوصد عليه الباب.

على قطعة أرض محاطة محاصرة فئة من الناس ، لم يرضخوا وعلموا أولادهم الإنتصار وأبعدوا عنم روح الهزيمة إن حوصروا في سجن من صنع البشر ، لن يرضخوا ولن ينتظروا الموت رغم أنهم يرحبون به في مرضاة الله ، سيرتقوا متوكلين على الله وسينتصروا ، هذا ايمانهم يرشدهم لذلك ، وإن تنصروا الله ينصركم.

عجز الإنسان منه ما يقدر عليه ومنه مفروض لا يمكن محاولة ازاحته ، فان وجد عجز يمكن الإنتصار عليه ولو بدى الانتصار مستحيل وبعيد ، لا تيأس واستمر لتنتصر في النهاية ، ولتبدأ شجرة مخضرة فرعها فارع ببذرة وضعت في الأرض مع كوب ماء ، عسى أن يكون ذلك قريب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق