تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

مركز الدراسات المعاصرة



فوجئ الجميع بعودة كلية أريئيل المقامة على أراضٍ محتلة في الضفة الغربية لتتصدّر عناوين وسائل الاعلام، بعدما أعلن ايهود باراك عن موافقته لتحويلها لجامعة.

هذه الكليّة تحوّل لجامعة اضافية في البلاد، في حين حوالي مليون ونصف المليون من الفلسطينيين العرب يحرمون من تأسيس جامعة علمية لأبنائهم حتى أن المتدينين والمستوطنين سمح لهم ذلك، وتموّل جامعاتهم ويعترف بها رسمياً.
الداخل الفلسطيني لا شك أنه يملك مقومات تأسيس جامعة عربية من حيث الكادر الأكاديمي والبحثي، فهناك العديد من المحاضرين العرب اليوم مؤهلون للقيام بهذا العبء والنهوض به.

إن الأمر يتطلب احياء ما سبق وطرحناه في لقاء تشاوري قبل حوالي 15 سنة تقريباً في حيفا بين مختلف الأطر الأكاديمية، ألا وهو مشروع السقف الجامعي، وهذا يتلخص في توافق الكليات العربية القائمة اليوم والعاملة على تسجيل جامعة تضم كل هذه الكليات (سقف جامعي) على ان تبقى كل كلية منها في حرمها الخاص بها وتحافظ على برنامجها الأكاديمي، دونما حاجة لحرم جامعي موحّد.

نجاح السقف الجامعي هذا منوط بمدى جديّة القائمين على هذه الكليات وتغليب المصلحة العامة لطلابنا على الذاتيّة، مع الاشارة الى موضوع إحراج مؤسسات الدولة المعيّنة وربما إجبارها على الاعتراف بهذه الجامعة، وفي حالة عدم الاعتراف تبقى هذه الكليات تحت سقفها في حين تواصل التعامل وفق الاعتراف السابق بها، ومواصلة القائمين على هذا المشروع محاولاتهم وضغوطاتهم على الدوائر الحكومية الرسمية للحصول على الاعتراف النهائي والرسمي.

ان الداخل الفلسطيني يواجه في الوقت الحاضر مؤامرة على جهاز التعليم العربي، لا بل مهدد بفرض سياسة "عسكرة التربية والتعليم العربي"، من خلال قوانين ومشاريع قوانين عنصرية وافقت عليها الحكومة أو أقرتها الكنيست، تهدف في المحصلة لفرض الولاء لهذه الدولة، والتربية للقيم الصهيونية اليهودية، وسلخ ابنائنا عن هويتهم الاسلامية والوطنية والقومية، وتخريج مدافعين عن اسرائيل من الشباب العربي وحاقدين على ابناء شعبهم الفلسطيني وزرع يهودية الأرض في عقولهم.

الداخل الفلسطيني بحاجة ماسة لمؤسسة أكاديمية عليا لتعليم الشباب وتربيتهم على القيم الاسلامية والعربية والوطنية، وتحصينهم فكرياً من الغزو الثقافي والفكري، وزرع روح الانتماء الأصيل لدينهم ووطنهم، وإلا فإن التيار سيجرف كثيراً منهم في ظل الإغراءات والفتن والممارسات السلطوية.

وعليه فالنداء موجّه للحركات والأحزاب والمؤسسات الأكاديمية الفاعلة على الساحة بدراسة هذا المشروع مجدداً، بشرط التعالي على الفئوية والطائفية والمصالح الشخصية الضيقة، وتغليب مصلحة ابنائنا والدور الذي ستقوم به هذه الجامعة والخدمات التي ستقدمها لهؤلاء والأموال التي ستوفرها على أولياء الأمور، من ستنقذهم من حرمان التحصيل الأكاديمي ومن جور شروط الجامعات الاسرائيلية.

2 التعليقات:

أخي شادي بارك الله فيك. إشتقنا لتدويناتك ومقالاتك.

وسام

السلام عليكم

وفيك بارك الله يا وسام .

القضية قضية وقت !

ان شاء الله عن قريب رايح يكون مقال انا كتبته ، ويتبعه المزيد المزيد ، بس " اتفكفك " شوي من ضغط التعليم والامتحانات وما الى ذلك .

إرسال تعليق