تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اجتماعها الأخير بمدينة الناصرة عن اضراب عام يوم 1.10.2009 ، يوم ذكرى مرور تسعة أعوام على مقتل ثلاثة عشر شابا من عرب الداخل الفلسطيني على يد الشرطة الاسرائيلية بالرصاص الحي والمطاطي ، كان ذلك عام 2000 ، حين انطلقت مظاهرات احتجاجا في شوارع الوسط العربي لدخول رئيس المعارضة آنذاك ورئيس الحكومة لاحقا أرئيل شارون بشكل مستفز لباحات المسجد الأقصى المبارك فلاقاه المصلون مرحبين به بالأحذية ، فكانت الشرارة الأولى لانطلاق الانتفاضة من أطهر بقاع فلسطين ، امتدت الأحداث لأزقة وشِعاب أرضنا ، قرانا اشتعلت لتدافع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء الاعتداء البوليسي ، اعتداء وحشي قاس ، أرادوا ردع المسلمين وتخويفهم ، لكن الدم عند المساس بالمقدسات كالفتيل يشتعل فيُـفجّر ، فالقتل لم يُخف شباب الأمة ولا الرصاص ، فضحّت جت المثلث بِ رامي غـَرّة ، وضحت أم الفحم بِ محمد أحْمَد جَبارين ، ضحت مُعاوية ب ِ أحمد صيام ، ضحت الناصرة بِ عمر عكاوي ، وسام يزبك واياد لوابنة ، ضحت كفر مندا بِ رامز بُشناق ، ضحت كفر كنا بِ محمد خمايسة ، ضحت سخنين بِ عماد غنايم ووليد أبوصالح ، ضحت عرابة بِ علاء نصار وأسيل عاصلة ، واستشهد مصلح جرادات وهو من غزة على أرض أم الفحم ، شباب في ريعان شبابهم وازدهار أعمارهم ، خرجوا ليُعبّروا موقفهم الرافض لتدنيس المُقدّسات والاعتداء الغاشم عليها.
خرجت اللجنة بقرارات أخرى منها مسيرة قطرية مُوحدة في عرابة البطوف ، تظاهرات ونشاطات محلية في المدن والقرى العربية.
يُذكر أن ملفات المتهمين بالقتل أغلقت ولم يتم محاكمتهم ، مما يُشرعن فعلتهم الشنيعة ويعطي الضوء الأخضر للقتل ، قد حدث ذلك وسهل الضغط على الزناد ليقتل من عرب الداخل من الانتفاضة حتى يومنا هذا ، فمدينتي باقة الغربية نموذجا ضحت بمنهل ضراغمة عند الحاجز والجدار الفاصل بين باقة الغربية وباقة الشرقية ، يوم عرفة ، 21.2.2002 ، كان صائما وذهب ليتسوق من السوق العتيق بين البلدين ، فقتل وقام الجنود بالتقاط الصور عند جثته تنزف دما ، وكذلك مقتل محمود أبو سِنـّة ( غنايم) ، حين قتل في بلدة بردس حنا اليهودية على يد شرطي ، وتم اتهامه بمحاولة دهس الشرطي ، والشرطي القاتل حكم عليه بالسجن سنة ونصف ، حكم هزيل وفق رأيي .
على ضوء الأحداث أقيمت لجنة تحقيق أطلق عليها لجنة أور ، وهي كلمة عبرية تعني الضوء ، وما في قراراتها من ضوء ، حتى الضوء الخافت البعيد أقصى الطريق لا نراه ، أصدرت قراراتها عام 2003 ، وجهت اللجنة أصابع الاتهام للقادة العرب وحمــّلتهم المسئولية على "تحريضهم" للشباب والجماهير العربية للخروج للشوارع واحداث أعمال الشغب على حد تعبيرهم ، فيما تم توبيخ رئيس الحكومة في حينه ايهود براك ووزير الأمن الداخلي وقائد الجيش وعدم ترقية قادة في الجيش ، لكم لك تنفذ القرارات وتمت ترقية بعضهم عام بعد القرارات واسنتنباطات اللجنة.
أحدثت الانتفاضة دويا كبيرا في المنطقة وغيّرت وفرضت واقعا جديدا ، العلاقات العربية اليهودية تخلخلت وعدم الثقة والتشكيك سَيطر ، ركود عاشته الدولة من كافة النواحي مما ضعضع الوضع الاقتصادي والتأثير حتى يومنا لم يتم امتصاصه ولم تستفق الدولة ولم تقف على رجليها ، اختلفت سيادة الحكومة على السُلطات المحلية العربية ، تعاملها معها صعب فقلصت الميزانيات ودُمجت المجالس ثم حُلـّـت لتــُعيّن لجان مـُعينة من قبل وزارة الداخلية كأنها تقول للناس أتينا لنقلص الموارد والمشاريع ، نحن نحكمكم وليس ابن بلدكم ، نحن نقرر لكم ، نجبي الأموال ولا شيء يُقدّم مقابل ذلك ، بل إن الجباية تتم بعنف وتطاول على السكان ، لم يوافق على الخرائط الهيكلية ، صودرت الأراضي بذرائع واهية ، بني الجدار الفاصل وأقيمت الحواجز ، هدمت البيوت واقتلعت أشجار الزيتون ، حتى ملاعب كرة القدم لا يتم المصادقة عليها.
لم يتوقع أحد أن تثور الجماهير العربية بشكل جماعي لحماية المسجد الأقصى ، المسجد الحزين تحاك المؤامرات ضده وبدأ بذلك الملك الأردني حين سلــّم القدس ، ليُدفن بعدها في باحات الحرم كأنه بطل قومي . خرجوا للشوارع رافعين أعلام " لا اله الا الله" عاليا ، فالصراع على الأقصى هو صراع عقائدي بحت ، أطلق الرصاص ليخترق أجساد أبنائنا ، ثلاثة عشر شابا استشهدوا والعشرات أصيبوا ، لمجرد خروجهم للتظاهر والتعبير عن رأيهم في دولة تدعي النظام الديمقراطي ، ليست هي المظاهرة الأولى التي يُستعمل فيها السلاح لردع المواطنين العرب وقمعهم ، فأحداث الروحة ليست منا ببعيد ، في حين يتم معالجة المظاهرات في البلدات اليهودية والمختلطة بشكل آخر ، مثال على ذلك مدينة القدس ، قبل بضع شهور حين ثار اليهود المتشددين ( حريديم ) وأغلقوا شوار رئيسية في الميدنة ، أشعلوا النيران بحاويات القمامة واعتدوا على رجال الشرطة ، القوا الحجارة وأخلوا بالنظام العام ، لم يطلق الرصاص عليهم ، بل تمت معالجة الامر بشكل سلمي وأصيب بعض المتشددين باصابات طفيفة.
هذه دعوة للجماهير العربية لإنجاح الاضراب العام ، لنقف معا كالجسد الواحد المتراص المتين ، لأجل وحدة الصف في الداخل لمصلحة أهلنا وقرانا ، لنحصل على حقوقنا كاملة ، لنعلن رفضنا للسياسة المعتمدة للتعامل مع العرب، لنصرخ أننا هنا باقون ، في بيوتنا وبين أزقة وشعاب بلادنا ، سنزرع الزيتون ونشرب زيته فتمتزج مكوناته مع دمنا فيصح البدن ، ينأكل الصبر ، سنحصد القمح ونحرث الأرض ، نحن هنا راسخون.

6 التعليقات:

سنصرخ أننا هنا باقون ، في بيوتنا وبين أزقة وشعاب بلادنا ، سنزرع الزيتون ونشرب زيته فتمتزج مكوناته مع دمنا فيصح البدن ، ينأكل الصبر ، سنحصد القمح ونحرث الأرض ، نحن هنا راسخون.
بارك الله فيك أخي العزيز شادي.. يداً بيد نشارك في الإضراب والمظاهرة والمهرجان إن شاء الله

الله يرجع الحق لاصحابه يا رب

وما اضاع حق وراءه مطالب اكيد

بارك الله فيك أخي على هذه المواضيع التي تنعش الذاكرة وتخلّد الآثار وتحيي الإنتماء في نفوس الجيل الناشئ والواعون لواقع الحال!
الإضراب إذا.. كبداية لا بأس به.. وسنسعى لانجاحه بإذن الله

وفقك الله..

بارك الله فيك أخ شادي،/
على فكرة هل تربطك صلة قرابة مع د. حنان ابو مخ
والسلام عليكم

وفيكم بارك الله


هذه هي قضيتنا وعلينا أن نعيها ، لان ما حدث سجل في دفاتر التاريخ ، والتاريخ يعود على بعضه كالعجلة ، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

****

بالنسبة للاستفسار الاخير ، لا ، لا توجد علاقة قرابة.

فلسطينيه والي مو عاجبو يكتب على قبرو مات منقهر حاول يتحدى الفلسطينيه وما قدر وربنا اكرمني بالنصر انا ابنة فلسطين واليها انتمي ولو علقوني عالمشانق لن انحني خلقت ثائره لا اعرف هويتي فاقسمت انا ادافع عن قضيتي

1.10.2000--1.10.2009

إرسال تعليق