تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ


بعد أن صلينا أول صلاة تراويح لهذا العام في المسجد الأقصى ، قمت صباح السبت أول أيام الشهر الفضيل وتوجهت للعمل في قسم الجراحة ، لم يكن اليوم شاقا رغم أن الطاقم ضم خمسة صائمين ، عُدت لغرفتي في مساكن الطلبة واسترحت قليلا ، صليت العصر وركبت سيارة أجرة ، دخلت البلدة القديمة من باب العمود ، المحلات تغلق أبوابها فقد اقترب وقت الإفطار إلا بعضها ينادي أصحابها على بضاعتهم كالخبز والحمّص ، هدوووء ، تُقرع الأواني وتُجهّز الموائد ، أشخاص يتوجهون صوب المسجد الأقصى أو كما يقول أهل القدس الى الحرم ، وصلت الساحات، المصلون ينتشرون في كل زاوية ، موائد الإفطار التي تقدمها اللجان والمؤسسات الخيرية تنتظر ، ترقب لسماع الاذان ، وُزّع التمر والماء ، أغلقت ساحات الأكل ومُنع لمسها إلا بعد أداء صلاة المغرب ، قـُسّمت للرجال في جهة والنساء في جهة أخرى، نادى المنادي "الله أكبر" ، أطلق المدفع معلنا وقت المغرب والافطار، أكلنا حبتي تمر وشربنا الماء ، قلنا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه كما روى أبو داود في سننه من حديث الحسين بن واقد عن مروان بن المقفع عن عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى أنه قال قال النبي عليه الصلاة والسلام عندما أفطر "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" ، فرحين بقدوم الافطار كما ورد في الحديث جاء في حديث أبى هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ) ، دخلنا المسجد وصلينا المغرب ، أمنا شاب صوته جميل ، خرجنا وتوجهت شرق المسجد حيث أعدت مائدة تقوم عليها مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ، جلست والعشرات من الصائمين بل مئات، طعام لذيذ بعد يوم صيام ، شباب من بيت المقدس قاموا بتزويد ما نقص واحضار وجبات اضافية ، اكلوا هم في وقت لاحق بعد أن أنهوا مهمتهم ، وزعوا أكياس نايلون طالبين أن يضع كل من ينهي وجبته المخلفات في الكيس لنحافظ على النظافة وتم ذلك ، خلال انماك الجميع بالأكل رأيت الاخوة وسام ياسين وأسامة عباس ، سلمت عليهم والتقينا بعد انهاء الوجبة ، غسلنا أيدينا وشربنا الماء ، تصافحنا وتوجهنا للسوق لنأكل القطايف ، اشترينا كل واحد قطعة ولم نزيد ، فأسناني كادت تتكسر فقد اعتدت في بيتنا أكل القطايف بالفستق غرقت بالقطر طرية تسر الناظر والمتذوّق ، أكملنا سيرنا واشترينا مشروبا غازيا ، ترمس وفول ، دخلنا ساحات الأقصى، لم نتمكن من إكمال الترمس فأعطيت ما تبقى من كيسي وهو كثير لطفل لعب مع أترابه وأعطى وسام كيسه وفيه الترمس لطفل
آخر وفرحوا ، أما أسامة فحين أعطى كيسه وفيه الفول لطفل ثالث رفض وقال أنا أريد الترمس ، ابتسمنا لإجابته ، لكن بضغط أترابه أخذه وتقاسموها مع بعض.
سرنا والتقينا بالاخوة إبراهيم خليل ومحمد عوني ، من أراد تجديد الوضوع فعل ، سرنا وتحدثنا قليلا
حتى أذان العشاء ، صلينا العشاء والتراويح في الساحات الخارجية تحت ضوء القمر والنسيم العليل ، ما زال الشيخ في سورة البقرة ( صلاة التراويح الثانية) ، ليستمر ويختم القرآن الكريم خلال الصلوات حتى نهاية الشهر الكريم.
يا الله ما أجمل ديننا ، ما أروع مقدساتنا ، ما ألذّ روح الأخوة الطيبة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق