تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

تـُعتبر الاعدادية مرحلة مهمة ومصيرية في حياة الطلاب ، فهي مرحلة الوسط الانتقالية ما بين نظام ، انضباط واجتهاد في الابتدائية وقرير المصير والمستقبل في الثانوية ، مرحلة فيها نقلة نوعية ما بين الطفولة والشباب ، جيل اقتحام عالم الرجولة ، في الوسط تقرر أي درب يسلك في حياته معتمدا على أسس التربية المتلقاة في البيت من قِبـَل الوالدين والأهل ، فطريق المُستقبل واضحة تقسم لاثنتين وبينهما طـُرُق فرعية قد يستعملها ليغير مجرى وسير حياته.

كثرة المراحل قد تضر بالطالب ، فعلية أن يتأقلم مع الوضع الجديد، ومن الطلاب من يصعب عليهم إحسان التأقلم بفترة قصيرة فيؤثر ذلك بشكل مباشر على شخصه وتحصيله ، وفترة الإصلاح والتحسن لربما تطول فتنتهي الفترة المُخصّصَة وسينتقل لمرحلة أخرى بلا إنهاء وإغلاق ملف المرحلة السابقة فيصل غير ناضج منذ البداية لمواجهة مصاعب المرحلة الجديدة.

في حديث مع معلمين في المدرسة الاعدادية فانهم يشكون هيجان الطلاب وسوء أخلاقهم ، بالاضافة لرداءة التحصيل ، خاصة في الصف التاسع مع وجود مدارس ثانوية أهلية تستقطب طلاب التاسع، فيبقى الطلاب ذوي التحصيل المتوسط وما دونه ، ليصعب الأمر على المعلمين ، فيقترحون حينها أن تـُحلّ المرحلة الاعدادية ولتتبنى مدارس باقة تقسيم المرحلة التعليمية لاثنتين ، ابتدائية حتى الصف الثامن ، وثانوية من الصف التاسع ، ولذلك فوائد كبيرة وكثيرة بتقليل مراحل الانتقال والتغيير لدى الطلاب ، ويبدأ الطالب المرحلة الثانوية منذ الصف التاسع ويدرس بمستوى عال ويتقدم لإمتحانات البجروت في الصف العاشر فيكون حينها واع أكثر وقدراته أفضل ليحصل على علامات أعلى ، يبني المستقبل وخطة حياته مدركا لكل خطوة يخطوها.

حين يستمر الطالب في ذات المدرسة حتى الصف الثامن فانه يبقى تحت ذات السلطة التي رافقته منذ نعومة اظفاره فلا يتمرد ولا يمر المرحلة الانتقالية بكل هيجانها وصعابها المحدقة ، يبقى في مرحة النظام والانضباط والبرنامج التعليمي ، فيصل مرحلة الثانوية وتكون فترته الانتقالية الأولى هي الثانوية عند الصف التاسع فيتأقلم خلال هذا العام ويحسّ جو الثانوية دراسيا وأخلاقيا بشكل أفضل ، وحين يدخل الصف العاشر ، مرحلة تقرير المصير وامتحانات البجروت والبسيخومتري يُحقق نتائج طيبة لأن عام كامل من التجهيز الصافي من الشوائب للامتحانات كفيل بأن يحقق الطالب النجاح مع جو المنافسة الشديدة بين الطلاب ، ويقلل من مشاكل المرحلة الثانوية ليرتاح وترتاح الادارة فتستثمر في الطالب لتجني أعلى المعدلات ويدرس الطلاب أرقى المواضيع.

عمليا وعلى أرض الواقع ، في مدينتنا باقة مثلا ، فان الامر ممكن ، ليس سهلا وليس معقدا ، في آن واحد ، ففي مدينتنا 5 مدارس ابتدائية واعداديتين متلاصقتين، كما وسيتم افتتاح ابتدائية أخرى هذا العام في حي الباطنية ( أم الرقاقي) تضم بعض صفوف الاعدادية لعدم قدرة الاعدادية أ استيعاب الععد الكبير من الطلاب ، فانْ أردنا أن نـُحوّل الابتدائية لمدرسة أكبر تـُدرّس حتى الصف الثامن فعلينا إضافة 6 غرف تدريس على الأقل لكل مدرسة قائمة ، واضافة صفوف أخرى لبنايتي الاعداديتين بالاضافة للمختبرات العليمة ، بشرط ترميم المدرستين بشكل جذري لتلائم دراسة أبنائنا فيها ومع أني أميل لهدمها وبناء بنايتين عصريتين ، لكن سوء الظروف وشح الميزانيات ، نكتفي بالترميم الجذري حاليا ، وفي هذه الحالة يصبح لدينا 8 ابتدائيات ( تضم الابتدائية الجديدة) حتى الصف الثامن ، ولتقليل عدد الطلاب في الصفوف ، فحسب البحث الأخيرل لوزارة المعارف تبين أن صفوف مدارس باقة الأكثر اكتظاظا ، نحتاج لبناء مدرستين إضافيتين في باقي الأحياء ، وبهذا يكون الجو مريحا ومناسبا للتعليم وتركيز جهود المعلم بعدد أقل من الطلاب فيحصل كل طالب فعليا على وقت أكثر مخصص له من المعلم ، ليحسن فهمه وتحصيلة ، وأقترح أن تبنى المدارس في منطقة البصة وربما في الجبل ( البدو) بشرط أن تخدم مدرستي الحكمة والشافعي طلاب الحارة الشامية والشقفان والمنطقة المجاورة ، منطقة أخرى يمكن بناء مدرسة فيها هي نهاية موارس بئر باقة غربا ، وتلك المنطقة تخدمها مدرسة عمر بن الخطاب ، وفي هذه الحالة ان بنيت مدرسة في الحي يمكن للبلدية التخفيف عن كاهلها بتوفير أجر حافلات نقل طلاب الحي لمدرسة عمر بن الخطاب.

اعتمادا على ما ذكر أعلاه فاننا نتفهم مطلب الثانوية للعلوم والتكنولوجيا بأن تحصل على تأشيرة بضم صفوف التواسع للمدرسة ، والا فلا تحصل باقي الثانويات في المدينة على الصف التاسع ، وهذا منطق بسيط ومن حرص الادارة على مدرستها في حين وصفها البعض أنها خطوة ضد ثانوية القاسمي حديثة العهد لافشالها وما الامر كذلك ، حاولوا زرع الفتنة لتلتقط لهم صور تتصدر أعلى الصفة في المواقع الالكترونية والصحف ، كلامهم لا رصيد له ، فالادارة تهمها مصلحة أبناء باقة ومصلحة المدرسة ، وليصل المدرسة طلاب مجتهدين مميزين فيجب أن تحصل على حقها كباقي المدارس الثانوية أ، تضم طلاب التواسع ، وعلى المدرسة الاخرى مساندتها في ذلك وحينها تبدأ المنافسة على استقطاب الطلاب للدراسة ، ليكون التنافس عادلا وصحيا فيه مصلحة أبناء باقة ومستقبلهم الزاهر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق