تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ


الأعراس هي مناسبة سعيدة ، يجتمع أفراد العائلة الموسعة معا ، ابتسامة وفرحة ، يمكن أن يبدأ الإنسان حياته بمرضاة الله أو أن يعصي الله بإقامة أعراس غناء ورقص ، مزمار الشيطان.
تمتد أعراس الموسيقى إلى جوف الليل حتى ساعاته الأخيرة ، قبيل صلاة الفجر ، مكبرات الصوت تنشر وتبث السم الخبيث الى مناطق واسعة، تزعج الجيران الذين لا يجرؤون أن يطلبوا اخفاض الصوت، إما لكي لا يزعجوا ويعكروا "فرحة" جيرانهم ، أو لعدم تسبيب المشاكل والحفاظ على " الجيرة" وعلاقة طيبة معهم ، رغم أن ذلك يـُقلق راحتهم وفي بيتهم العجزة والأطفال الصغار ولا سيما إن استعلمت المفرقعات النارية وربما اطلاق رصاص حي لعله يقتل أحدهم عن طريق "الخطأ "، وبنظري هو قتل متعمد مع سبق الاصرار والترصد ، فالرصاص لم يقرر بشكل انفرادي اصابة من أصيب.

*** لقد عظَّم الإسلام حق الجار، وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه". وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)[النساء:36].

وانظر كيف حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الجار وإكرامه: "...ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". وعند مسلم: "فليحسن إلى جاره".

بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه".

والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره". ****

إن أراد أهل العريس تقليص نفقة العرس فانهم يقيمون سهرة "الحناء" على الأقل في الحي ، وان كان الحي مكتظ ولا ساحة رحبة فيه ليقام العرس فيحس حينها الانسان ان الملك العام ( عام لكافة الناس) أصبح ملكا له ، وأن الجيران من حوله ستفهمونه ويسمحوا له بانتهاك الملك العام واغلاق الشارع لتقام السهرة فيه ، فتبدأ مزامير الشيطان ببث السُمّ مع غروب الشمس ، فيزيدوا من انتهاك حرمات أهالي الحي وحرمات الملك العام ، حتى العجوز الطاعنة في السن منحنية الظهر تجلس على كرسي تحضر نفسها لتصلي العشاء وتنام بعد ذلك فلا تتمكن من سماع صوت الأذان رغم قرب المسجد ، فلم يحترم ال"دي.جي " أو اي شخص يتحكم بالموسيقى الاذان ، رغم ان مكبرات الصوت بثت سمها حينها لكراسي بلاستيكية بردت فلا حضور حتى الآن ، لكن لتكون الموسيقى مؤشر على انهم ينتظرون قدوم أهل الحي والأقرباء ليتمايلوا على أنغام الموسيقى باحثين عن معصية الله تاركين مرضاته خلف أظهرهم غافلين.

احتلالهم للطريق العام ، وقد يكون هذا الطريق الوحيد الموصل للحي ، ليس من أخلاقنا ، كما وانهم لن يعطوا الطريق حقه ، فلن يكفوا الأذى ، وان مرت النساء فلن يغضوا البصر ، ولن يردوا السلام الا لمن يدخل فرحهم ، وبعملهم هذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر.

الطريق المؤدي للحي حين يغلق يشكل خطرا على امن وامان وحياة السكان ، ويعرقل حياتهم اليومية ، ويجبر النساء المرور وسط زحمة الرجال ليصلن بيوتهن ان خرجن منها مضطرات حين عرفن بوجود الفرح ، والعجوز قد تسوء حالتها الصحية ويلزم نقلها للمشفى فكيف لسيارة الإسعاف أن تدخل الحي حينها ؟ كيف يصلوا للمريض المصاب ؟ والأطفال في الحي يلعبون بجانب البيت ، ووجود الفرح نفسه يجمع السيارات بجانب الطريق وقد تغلق طرق أخرى بسبب السيارات فيبدأ حينها ال " دي.جي" بالنداء على صاحب السيارة الصفراء ليفتح الطريق ، والصبي توجه للدكان وأراد قطع الشارع فحجبت السيارات المصطفة مجال الرؤية ليقطع الشارع ركضا فيصاب جسده الصغير من صدمة سيارة مارة من المنطقة ، وبهذا يشكل هذا الفرح خطرا على أهل المنطة ، خطر أخلاقي وخطر جسدي ، فحين يرى الصغير الكبار يحاول تقليدهم ، فان شب أبنائنا في هذه الحفلات فسنواجه مشكلة كبيرة ان شبوا على ذلك.

يبدو الأمر للوهلة الأولى هامشي الا أنه ان تفكرنا به يسبب عواقب قد لا نحسها إلا أنها موجودة وتخطر المجتمع ، وقد كتبت هذا الموضوع لما رأيت خلال مروري بأحد أزقة مدينتنا ، حين وضعت المنصة وسط الطريق ، والأمر يتكرر مرة تلو الأخرى ، فيجب وضع حد لذلك ومعالجته ، ولتبقى الطرقات سالكة ، سالكة فيسلكها الناس والطرقات عديدة وفي عدة مجالات.
-----
*** المقطع بين النجوم مقتبس من موقع اسلام ويب http://www.islamweb.net

1 التعليقات:

ana bshokrak 3la ha6'a almkal wbtmna mn alnas ale kro ykono t3lmo ashe mno wy7awlo y3'airo bhai al3adat ale btad'e alnas don ma ykon ksdhom

إرسال تعليق