مروة الشربيني ، حاصلة على الدكتوراة بالصيدلة ، تبلغ من العمر 32 عاما ، متزوجة من المبعوث المصري علوي علي عكاز ، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المتوفيه وعضو الاجازة الدراسية بالمانيا ، بحكم عمل زوجها فانهما يسكنان في المانيا ولهما ولد ابن ثلاثة اعوام.
رغم العيش في المهجر في بلاد الكفر بعيدا عن أرض الاسلام في مصر ، معيشة بين النصارى واليهود وعباد وتباع الديانات الاخرى، لم تحد الدكتورة مروة عن التزامها ومظهرها دل على باطنها ، معززة مكرمة شامخة بحجابها، اتبعت أمر الله تبارك وتعالى كما ورد في سورة الاحزاب ، الاية 59 : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } .
أطاعت الله ورسوله وعلمت أن طاعة الله واجبة عليها وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في سورة الاحزاب ، الاية 36 : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} ، أرادت طاعة الله ولبت دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ارادت طاعته لتدخل جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين ، علمت ان من يعص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه , ولن يَضُرَّ الله شيئًا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " , فقالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة , ومن عصاني فقد أبى " . (البخاري).
خرجت الدكتورة رحمها الله مع ابنها الى الحديقة لتــُروّح عنه قليلا ، أرادت أن يركب الأرجوحة وقد ركبها شاب الماني من اصل روسي في العشرينات من عمره ، طلبت منه أن يفسح المجال لابنها الصغير الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات ، فأخذ يصرخ بوجهها كأنها ارتكبت جرما وذنبا لا يغتفر ، سبها ووصفها بأوصاف قبيحة ونعتها بالارهابية لانها ترتدي الحجاب ، لم يرق له ذلك ككثير من المتخلفين عن الركب ، لم تسمح لها كرامتها وعزتها أن تسمح له وتغفر ، بل أرادت أن تلقنه درسا ليكون عبرة لغيره ، فرفعت دعوة ضده فان الزمته المحكمة بدفع تعويض لها يكون عبرة للاخرين في دولة "رأس مالية" كدول الغرب تعبد المادة والعملة .
في ذات الحديقة قد تدخل راهبة نصرانية وتطلب منه ذات الطلب لطفل من الشارع لربما ، وترتدي لباسا أشبه بالحجاب تغطي جسدها كله من اعلى راسها حتى قدميها ، فيقوم احتراما لها لانها مؤمنة تنزهت عن الرجال والتزمت الكنيسة واهبة نفسها لخدمة الرب ، أما المسلمة المحجبة بالنسبة لهم متخلفة رجعية ، ويتقولون أن الاسلام يظلم المراة حين أمرها الله بارتداء الحجاب ، أي تناقض هذا في نظر الغرب عــُمي البصيرة ! ألا يعلمون أن هذه المحجبة عفيفة ، شريفة،طاهرة،نقية، عابدة،صائمة،قائمة، ملتزمة،خلوقة،ساجدة،تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تخشى الله وتطمع برحمته.
دخلت الدكتورة رحمها الله قاعة المحكة وحكم قاضي محكمة ديسين بأن يعوضها الروسي القبيح بمبلغ 750 يورو ، رأى الروسي في الحكم اجحاف فاستل سكينا وقام بطعن جسدها الطاهر طعنات عديدة في ساحة المحكمة رمز العدل ، ليسيل دمها الاحمر الطاهر المشبع بذكر الله، ويتوقف قلبها عن النبض منتهيا أجلها، فارقت الحياة ليطلق عليها شهيدة الحجاب ، رحمك الله يا دكتورة ، يا شهيدة الحجاب ، ماتت وكلها عز وكرامة ، تلاقي ربها وهي ملتزمة كما أمرها مثبة بذلك عبوديتها لله، توفيت وفي احشائها جنين ، حامل بالشهر الثالث كانت ، ليبقى ابنها وحيدا في مؤسسة حتى تأخذه العائلة بعد مراسم الدفن ، فزوجها لم يسلم من الوغد اذ طعنه ثلاث مرات وخلال محاولة القبض عليه اطلق عليه الشرطي الرصاص ليصيب زوجها في قدمه ليسقط بجانب جثة زوجته وينقل للمشفى بحالة صعبة ، فأسال الله أن يشفيه ويخرجه سالما ، فيربي ابنه كما بدأت الدكتورة رحمها الله ، تربية اسلامية على اسس ومبادئ ديننا الحنيف.
تم نقل جثمانها ودفنها في مصر ، رحمك الله وادخلك فسيح جناته.
أما الان ، فهل ستتم محاكمة هذا الروسي ، أم أن المحكمة ستحوله للطبيب النفسي ؟! فلربما هو مجنون ولم يتعمد القتل على أساس عنصري ، ديني قومي !