تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ



يسكـُن سَمير في قرية صغيرة من قرى الريف الفلسطيني ، يقع بيتهم أعلى تلة جنوب القرية بمحاذاة عين الماء ، قرية تتبع لقضاء حيفا ، تحديدا في أرض الروحة المحدودة جنوبا بوادي عارة ، شرقها شارع حيفا-جنين ، أما شمالها فوادي الملح وغربها تصل البحر المتوسط ، أرض منها السهلية والمرتفعة ، أرض خصبة ، سهول واسعة منبسطة ، أشجار ونباتات ، خَضارٌ يُسيطر على المنطقة ، عيون ماء جارية طوال العام ، قطعان الأبقار ترعى وترتع ، الطيور تحلق وتنشد ، الشنار يركض ويختفي بين السنابل، عجوز يحمل الفأس وابنه يزرع ، جـِرار الماء على رؤوس الصبايا والأم عند الطابون تخبز ، أرض مباركة بالخيرات طيبة ، قبل عام 48 كانت فيها 36 قرية ، هُجرت 32 منها وبقيت كل من كفر قرع، عارة، معاوية، مشيرفة، مصمص والبياضة ، قرية سمير من القرى التي هُجّرت.

عاش سمير كأي صبي في قرى الريف الفلسطيني ، فقد كان يقوم عند الفجر ويُصلي الفجر جماعة مع والده واخوته الذكور ، يعود للبيت وقد أعدت الأم الحنون الفطور ، وتـَعْقِدُ الزوّادة لزوجها ولابنائها الكبار ليأكلوا عند الضُحى في الحقل المحاذي للقرية على الطرف الشرقي ، فهم يملكون عشرة دونمات هناك ، زُرِعَت سبعة منها بأشجار الزيتون وبعض اللوزيات والحمضيات ، أما الثلاثة الباقية فيزرعونها بكل أنواع الخطروات لِيَسُدوا حاجة البيت ويبيعوا ما قد يزيد ويتوفر لديهم.

تقوم الأم بتجهيز الطابون وتـُحَمّيه لتخبز رُغُف (أرغفة) الخبز المقرمش ، وهذه أكلة سمير المفضلة ، رغيف خبز مقحمش مقرمش مع صحن زيت زيتون ، حبة بندورة ، فحل من البصل وبضع حبات زيتون مرصوع ، يأكل قبل توجهه للكتاب ليدرس هناك عند الشيخ محمد موضوع الدين الاسلامي ،اللغة العربية والحساب، تميز وتفوق في دراسته ، فأحبه الشيخ وكان دائما يمدحه أمام والده حين يلقاه في صلاتي العشاء او الفجر ، في حين تخبز أمه تقوم أخته بنشل المياه من البئر للشرب ومسح البيت بالحبل والبَكرَة المعلقة حلقته المبنية بالحجر والطين كبيتهم المكون من غرفتين كبيرتين وعلية ، وكباقي باقي بيوت القرية ، أخته الثانية تحلب البقرة وتلـُمُ البيض من تحت الدجاج الحُر في حاكورة البيت ، تقطف بالصنارة الخاصة الصبر المائل للون الشمس يغطيه شوك مالِس مؤلمة مُداعبته ، تسقي اشجار اللوزيات ، تهذب شجرة الرّمان وتعشّب حَول شجرة التين ، تجمع النتش لتصنع منه مُصلحة ( مكنسة) ، وتلم ال جَلـِّة لتزبيل الطابون ، تجمع الحطب من الاشجار البرية المجاورة لبيتهم كي توقد النار بجانب العَفْصَة فيخبزون عليها أحيانا، تقلع الكِرْسَنّة لتُطعِم البقرة والحمام ، تتفقد الزغاليل في الطاقات المُعدة لها وهي عبارة عن صناديق غـُطـّت بالطين أو في الطواقي وهي عبارة عن مربعات مُجوّفة تـُبنى مع البيت ليعشـّـش فيها الحمام، تقطف البامية والحمص والفول والعدس المزروعة في الحاكورة بَعِل أي أنها لا تُسقى الا بمياه الأمطار ، فتزرع في الشتاء ، في شهر تشرين ثاني ، كانون أول وبداية كانون ثاني العدس والشعير والكرسنة ، البيكة والقمح ، الحمص والفول ، أما في شباط وآذار يزرع السمسم والبامية ، الكوسا والبندورة والخيار ، أما في أيار فزرعوا البطيخ والشمام ، لتقضي حاجتهم ، القمح لم يزرعوه في الحاكورة ، إنما في الأرض التي يحرثونها ويصلحونها ، زرعوا باقي الأمور في أحواض في الحاكورة ليأكلوا هم منها ، وباعوا القمح والشعير ، باعوا الزيتون وزيت الزيتون والجبن من حليب أغناهم للمدنيين في حيفا ويافا .

يعود سمير من الكتاب بعد صلاة الظهر ، يدخل البيت ، يسلم على أهل البيت ويقبل أمه ، يأكل وجبة الغداء معها ومع أخواته ، يستريح قليلا وتحضر أخته زادتي غداء ، يمتطي سمير حصانه البني المزين بسيالة بيضاء على جبهته العريضة ، غرة (بياض) في وسطها, وعينان واسعتان سوداوان جميلتان ، يسترسل عليها شعر الناصية فيحميها من أشعة الشمس المحرقة ، يأخذ الزوادة الأولى الى العزبة خاصتهم شمالي القرية فيعطيها للراعي الذي يرعى اغنام العائلة ، فيطير على حصانه شرقا حيث والده واخوته ، فينزل عن الحصان زوادتهم بيده وحقيبة الدراسة على ظهره ، يعطيهم اياها ويتكئ تحت شجرة زيتونة مباركة اصلها ثابت وفرعها في السماء فارعة الطول ، يستظلون بظلها، هم يأكلون وعرقهم يسيل فيعانق التراب ، وهو يحل الوظائف البيتية ، اعتدل في جلسته وحدّث والده قائلا له أنه يود الإنتقال في العام القادم للدراسة في المدرسة الابتدائية الخاصة بالقرية المجاورة لهم ، ومن ثم يكمل الدراسة في المدرسة الأحمدية العكـّية داخل المسجد الجزار المحصن من أمواج البحر بسور عملاق متين صد نابليون وجنوده.

قال له والده أن الوضع الإقتصادي صعب ولا يسمح بأن يرسله للدراسة في عكا ، إلا أنه سيرسله للدراسة في القرية المجاورة ، وإن سنح له الوضع لاحقا أن يدّرسه في عكا فلن يقصر بذلك ، بقي عندهم سمير حتى أنهوا عملهم وعادوا معا للبيت ومائدة العشاء مبسوطة تنتظرهم فتجتمع كل العائلة ويتحدثون كل عن حاله وما صادفه في هذا اليوم.

سمير هو آخر العنقود عند والديه ، يكبره ثلاثة اخوة وثلاثة أخوات ، بيتهم ملتزم ، كحال الريف الفلسطيني بسذاجتهم وطيبتهم بعيدا عن الضعف الأخلاقي في المدن كهادار حيفا وسوق الناصرة ، قسموا غرفتي البيت واحدة للنوم وأخرى للضيوف ، وحين كبرت أخواتهم نام الاخوة والاهل في غرفة كل في طرف منها ، والاخوات في غرفة الضيوف فتكون سكنا للنوم ليلا واستقبالا ، ترحيبا وضيافة الكرم للضيوف ، اضطروا لإضافة غرفة أخرى للإبن البكر عُثمان إذ أنه تزوج فتاة من القرية اختارتها له أمه.

أنهى سمير الدراسة في الكتاب وانتقل للدراسة في مدرسة القرية المجاورة ، تلقى عدة علوم ولاحظ المعلمين الفطنة والذكاء عنده فسألوه عن ذلك فأجاب أن الفضل أولا لله ومن ثم لوالديه واستاذه في الكتاب ، كبرت قريتهم فترة دراسته في القرية
المجاورة وتبتعد عن قريته اربعة كيلومترات ذهبها أحيانا سيرا على الاقدام مع ابناء بلده فترى مع شروق الشمس كتلة بشرية مكونة من خمسة عشر طالبا من ابناء القرية يتجهون جنوبا للمدرسة ، والأمر اقتصر على الذكور ، وفي أحيانا أخرى كان يذهب على الخيل خاصة في فصل الشتاء وأن الطريق ترابية غير مرصوفة ، كي لا تتسخ ملابسه وليصل بسرعة مغطيا جسده بسُترة أعطاها له والده.

تزوجت أخواته الثلاثة لشبان من أفضل شباب البلدة ، وتزوّج أخواه من القرية كذلك ، وبقي هو الأعزب عند أهله لكن ليس الوحيد فإن أخاه البكر يسكن في البيت ، أما اخواه فقد عمّر لهما والده بجانب البيت مع ساحة خاصة بهما ، أنهى دراسته وقرر الإلتحاق بالمدرسة الأحمدية ، وافق والده خاصة وأن الأرض لم تعد تأتي أكلها بسبب مضايقات البريطان ، واستيرادهم القمح من خارج البلاد وبيعها بأسعار بخسة في ميناء حيفا لقتل الزراعة في فلسطين ، وكان في تلك الأيام الاضراب العام الأطول والأعنف في تاريخ الكرة الأرضية ، فباع بضع رؤوس من الغنم ، ووفر له المال ، أعطته أمه اكلا من البيت خاصة وأن الأسعار في عكا مرتفعة فعكا مدينة وحاضرة ، أخذ الجبن واللبنة ، الزيت والزيتون ، الزعتر والدقة ( الزعتر المطحون مع سمسم) ، البيض وخبز الزيتون ، أوصله والده لعكا مرورا بحيفا من طريق البحر بالقطار الذي ينطلق من يافا ، مروا بجانب الفريديس والطنطورة ، جبع ، إجزم ، عين حوض ، طيرة الكرمل الى حيفا وغيرها من القرى المنكوبة المهدمة بعد عام ثمانية وأربعين ، وصلوا أسوار عكا ، دخل المدرسة ، دخل غرفته داخل اسوار المسجد ، ودع والده باكيا ، فعاد والده للقرية على موعد بعد شهر أو اثنين من الآن.

تعلقت نفس سمير بجمال عكا الساحر ، تفوق في دراسته كما اعتاد وبرع باللغة العربية والدين ، وجد له ملجأ في بلاد الغربة ، أمواج البحر المرتطمة بالشاطئ مدغدغة ذرات التراب وزبد الموج يتطاول ويمتد داخل اليابسة ، جلس هناك ليلا يحمل دفترا وقلما ، نظر مساء للقمر في حالة بدر فرأى وجه أمه تبتسم وتمسح الدموع كأنها تراه ، فسالت دموعه وكتب قصيدة بدأها بكفلقة بدر وجه أمي يشع ، كتبها وبعثها لها تحمل اسمى آيات المحبة والحنان ، برع بكتابة المدائح النبوية ، ورضع الشعر الواصف للأرض والفلاحة ، درس الدين والمذاهب ، أم في المسجد عند غياب الإمام بل سمحوا به بالقاء المحاضرات الدينية وكلام الإيمان أمام حشود من الناس.

أنهى سمير دراسته وعاد لأهله حاملا شهادة الامتياز وشهادة الناس في عكا وزوارها من أقطار فلسطين والبلاد العربية القادمين لها قاصدين العمل أو التجارة ، وطالبوه أن يكون إمام مسجد في عكا إلا أنه رفض وفضل العودة لبيت والديه يسكن هناك ويعلم أهل بلده ، جمع الأموال من أهل بلده وأقام فيها مدرسة ، أحضر أفضل المعلمين من الذين درسوا معه في عكا ، أخذوا أجرتهم على كل طالب شوال قمح عند الحصاد ، بقيت المدرسة مدة أربعة سنوات حتى قامت القوات اليهودية بشن هجمات على القرية والقرى المجاورة ، لم يكن بحوزتهم إلا القليل من السلاح البالي ، حاولوا الدفاع إلا أن القرى سقطت متاولية ، انضم سمير لفصيل وادي عارة ، وبقي يدافع ، هجر أهله وتشتتوا في عدة اتجاهات ، منهم من وصل جنين ومخيماتها ، أم الفحم وعارة ، أخرين في كفر قرع وبرطعة ، وقسم توجه شرقا لشرق النهر وجنوبا لباقة الغربية ، قلنسوة ومخيم نور شمس قرب طول كرم وفي قرى أخرى في الضفة الغربية ، باقة الشرقية والنزلة ، وفي ما سمي بعد حين اراضي 48 ، هجروا لعدة أقطاب من أرض بلاد العرب ، في سوريا ولبنان ، شرق النهر والسعودية ، منهم من وصل الكويت يبحث عن عمل ، شتتوا لدول أوروبا وأمريكا ، أبناء العائلة الواحدة رزعوا في أرجاء المعمورة ، خرجوا بلا أمتعة ولا مال ، بلا أرض ولا عز ، خرج المختار ، الفلاح والراعي ، لم يبقى أحد في مكانه.

هجرت عائلته واستقرت في نور شمس ، بقي يقاوم ، خاض المعركة الفاصلة في كفرقرع وانتصروا على الصهاينة ، وأبقوا كفر قرع خطا فاصلا ، فلو احتلوها لوصلوا باقي قرى وادي عارة واحتلوها ، تكاتف أهالي القرى في المنطقة والجيوش العربية ، ولم يتمكنوا من استرداد من هجر من أرض الروحة ، فأقيمت مستوطنات وكيبوتسات كثيرة على اراضي الروحة ك رجفيم على أرض قنير المهجرة ، دالية على أرض دالية الروحة المهجرة ، زخرون يعقوب ، رموت منشيه ، جفعاتع عادا ، كلها أقيمت على القرى وانقاض القرى الفلسطينية ، هدمت البيوت ونسفت خاصة في عام 67 عندما فتحت الضفة الغربية وعودة المهجرين لقراهم ، بعض البيوت بقيت أو انقاضها ، مساجد تشهد أن كلمة التوحيد سادت المكان .

لم تعلم عائلة سمير أين هو الآن ، غاب عنهم سنين طويلة ، ظنوا أنه قتل ، بحثوا في سجلات الأمم المتحدة ووكالة الغوث وفي ملفات الصليب الأحمر بلا فائدة ، رضخوا للواقع بأن ابنهم قد مات ، وعاشوا مع هذه الحقيقة ، أما هو في حقيقة الأمر قد سافر جنوبا ، لم يستطع البقاء في هذه الأرض ، بقي يسير جنوبا برفقة بعض الناس المهجرين ، حتى وصل حاضرتي اللد والرملة ، وانطلق مرة اخرى ليقطع النقب مع البدو داخلا سيناء وصولا للقاهرة على مدار أشهر ، قرر المكوث في القاهرة والدراسة في الأزهر ، تتلمذ على يد مشايخ كبار لهم قدرهم ، برع وتلقى العلوم الاسلامية بسرعة ، أنهى دراسته وقرر العودة لبلاده ، لكن كيف ذلك ! عرف أن أهله مع بعض عائلات أخرى تسكن في مخيمات طول-كرم ، والاحتلال يحسن السيطرة على المنطقة على أرض اتخذوها لهم حين قاول أرض بلا شعب لشعب بلا أرض كأن الفلسطينيين
لم يكونوا هنا أصلا ، تمكن من التسلل عبر الحدود بمساعدة البدو ، أعطوه بوصلة الطريق وسار في الصحاري خائفا من أن تلاقيه قوة إحتلالية ، إلا أنه تنكر بزي البدو ليبدو منهم ، مر بعدة قبائل بدوية ، جلس عندهم وأخبرهم قصته ، إستقبلوه وحيّوه ، قالوا له أنهم كذلك لم يسلموا من القوات الصهيونية ، وأن مدينة بئر السبع كان فيها أكثر من تسعيت ألف نسمة ، كانت حاضرة فلسطينية عريقة ، لم يبقى منها سوى المسميات والأبنية التي تشهد على اسلامية وعراقة المدينة ، فمئذنة المسجد تعانق العنان تنتظر عودة المنادي لينادي للصلاة ، رغم أن بلدية بئر السبع اليهودية تحاول تحويله لمتحف ، اسمه المسجد الكبير ، بناه العثمانيون في عام 1906.

امتطى سمير حصانه ودخل أرض الضفة الغربية حتى وصل أخيرا لأهله في نور شمس ، سأل عن بيت والده حتى وجده ، بيت متواضع كان في البداية خيمة لاجئ ، ليبنى البيت بعد أن سلموا بأن لا عودة بعد أن ظنوا أن خروجهم ليوم أو لشهر في أقصى الحالات ثم يعودوا لبيوتهم ، حياة مزرية ووجوه شاحبة ، بكاء وعويل ، المختار بلا عز ولا جاه ، لا مال ولا سُلطان ، في خيمة أو في بيت من الحجر والطين كالراعي والفلاح ، لا خيل ولا قطيع بقر وغنم، لا الاف الدونمات ولا محصول قمح . عاد سمير ودهش أهله به ، لم يميزوه في البداية الا أمه شمت رائحته يفوح منها عبق الماضي ، عبق الأمومة والحنان ، حضنته وقبلته معاتبة إياه لغيابه لهذه الفترة الزمنية ، قبل إخوته ونادت أمه أختيه والثالثة في كفر قرع استقرت مع زوجها وأهل زوجها ، قبل يد والده وانحنى ليكون على نفس الإرتفاع اذ يجلس والده على كرسي خشبي صغير ، قال له أن وقت الحصاد قد حان ، فنزلت دمعة حارة من عين والده واجاب " لا ظل قمح ولا أرض ، لا دار ولا حلال ، راحت الحياة ، مظلش اشي يهمني فيها ، الموت أشرفلي يا ولدي" ، أخبر أهله أنه درس في الأزهر وأن غيابه طال لخشيته العودة ، أقام في المخيم ، بنى مسجدا وبجانبه غرفة تطورت فيما بعد لمدرسة علم فيها أصول الدين واللغة العربية ، ودرّس معه من تعلم من سكان المخيم قبل التهجير ، تزوّج فتاة ليست من قريته ، لكنها من أرض الروحة كذلك ، فتاة من مخيّمه مهجرة ، أنجب الأولاد وعلمهم الدين ، وأرضعتهم أمهم حب الأرض.

جلس مع والده عند مدخل البيت وقال له " أنا منسيتش يابا لما كنا على البيدر ، وأجوا بقولوا لازم نطلع من الدار لأنه اليهود والصهاينة بهاجموا في القرى وبقتله بالناس بدون رحمة مثل دير ياسين لازم نطلع أكم يوم وبنرجع للبلد ، وبتذكر لما انت مسكت بإيدك حفنة تراب وقلت يا ولادي ، شايفين هذا التراب ، إذا طلعنا هسا من البلد مش رايحين نمسك التراب كمان مرة ، رح يروح لليهود ، واحنا قاعدين مش غادرين نوصله ، بس بنشم نسمة هواء من أرضنا بتجبلنا ريحة شجر اللمون واللوز ، بتجلنا الريح ريحة الزعتر ، بس بترجعلناش بلدنا ، وبظل القمح اصفر يتمايل مع الريح وبلمع لما تكون الشمس بالسماء ساطعة ، ما حدا بحصده ، وبالاخر بنكسر مثل ما رح ننكسر ونطلع من بلادنا ، آخ يا بلدي" .



* القصة حقيقة من حيث الحيثيات والمعلومات والأحداث ، لكن الشخصية افتراضية ليست حقيقية إنما تمثل الشعب الذي عاش في تلك المنطقة .


* في الصورة الأولى - مسجد قرية أم الشوف المهجرة في أرض الروحة ، في الصورة الثانية أنقاض القرية ، في الصورة الثالثة أرض الروحة ، منظر عام


2 التعليقات:

السلام عليكم

ما شاء الله

اسلوب متميز

بالتوفيق والى الامام

جزاكم الله خيرا

والسلام عليكم

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي الحبيب شادي
بودي أن أقرأ مقالاتك ، ولكنها للأسف طويلة جداً ، ولا أملك الكثير من الوقت ...
حيّاك الله

إرسال تعليق