الإتفاق جاء بعد إجتماعات عديدة ، كلام ونقاش، آراء ووجهات نظر ، مؤيد ومُعارض، تم الإتفاق على العمل سويا مع حفظ الخصوصية لكل جسم ، هذا ما طلبته اقرأ ووافق عليه الجميع ، منهم مَن وافق مضطرا بلسانه ولم يوافق بقلبه ، كتلة القلم ادعت أنها تتنازل عن خصوصيتها وأنها تريد العمل تحت إسم الرسالة فقط ، وهنا يبدأ التجاوز للاتفاق المُبرم.
قرار القلم تزامن مع إشاعة نُشرت في الجامعة بين أواسط الطلاب من كافة الأحزاب بأن اقرأ تشق العمل الإسلامي وتودّ العمل وحدها وترفع إسمها ، لها الحق بذلك إلا أنه ليس هدفا لها لأنها أولا تبحث عن مصلحة الدعوة ، وما إسم اقرأ إلا أداة لكسب رضى الله تعالى ودخول الجنة ، ومن الطبيعي أن لكل كتلة داخل العمل الشامل خصوصيات لا تتفق مع الكتل الشريكة عليها ، وفي هذه الحالة لا تنازل عنها فهي أساسية بالنسبة لها فتقوم بتنظيمها بإسمها الخاص وليس بإسم حركة الرسالة ، أولا لأن شريكها لم يوافق عليها ، ثانيا كي لايحدث إلتباس وليعلم الطلاب ويميزوا آراء ، فكرة وما يميز كل جسم.
تزامن الشائعة مع قرار القلم رآه البعض كأن القلم هي الرسالة وهي التي انقذت إسم الرسالة التاريخي من الانطماس والاندثار واقرأ هي المدمّر المُشرم ، إلا أن وعي أبناء العمل الإسلامي كما ذكرت في مرات سابقة أوقفت الشائعات ووُضع لها حدا ولم يكن ذلك كلاما إنما فعلا على أرض الواقع في ميدان العمل الطلابي بفعاليات عديدة كيفا وكمّا ، تفوّق العمل الإسلامي و تغط باقي الأحزاب في سبات عميق ، قد يستفيقوا مع بداية السنة الدراسية بفعالية استقبال الطلاب أو لربما في شهر أيّار إن كانت إنتخابات لجنة الطلاب العرب ، أو إن حُلت حكومة الدولة الإسرائيلية كالمعتاد فيحضر أعضاء الكنيست ويطرحوا أفكار أحزابهم ، أفكارا أكل عليها الدهر وشرب ، لا تسمن ولا تغني من جوع ، ينشرون ويبعثرون الوعود ، وما هي إلا وعود لا تمت للواقع بصلة غابا ، ولا بنفذر منها الا القليل وان نفذ تعج به وسائل الإعلام.
تم تجاوز الإتفاق وخرقه إلا أن ذلك لم يمنعنا من إكمال العمل داخل الجسم الواسع ، أبدينا بعض الملاحظات ، إلا أن ذلك لم يؤخذ بعين الإعتبار في بعض المواقف، فاتفقنا أن نتفق فيما بيننا ونجتمع على الأصول والإبتعاد عن مواطن الخلاف لندفع عجلة العمل للأمام وأن لا تكون عوائق كما في الفصل الدراسي الأول ، على أن نناقش الأمور بعد نهاية العام الدراسي وأخذ العبر منه كي لا نعود على الأخطاء مجددا فلا نلدغ من الجحر مرّتينْ.
الإتفاق المُبرم سيستمر حتى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي القادم ، لا ينفكّ إلا بإجماع الجسمين ، وكلنا يسعى إلى توسيع دائرة العمل المُشترك ، فيستمر العمل تحت راية واحدة في الأمور والمسائل المتفقة مع حفظ الخصوصيات ، على أن يتم تجديد واضح أكثر للأمور المشركة والخاصة كي لا يحدث سوء تفاهم حول بنا إلى أماكن لا نريد الوصول إليها.
يمطر علينا اخوة لنا بإقتراحات عديدة لتحسين صيغة العمل وفق تصورهم ، نشكر لهم فعاليتهم ونشاطهم وسهرهم لمصلحة العمل الإسلامي ، ونقول أن طروحاتهم ستتداول وإن رأينا فيها خيرا وأجمعنا على أن فيها الفائدة وصحيّة للعمل الإسلامي فسوف نتبنا ما نتمكن منها ، وندعم كل الخطط والاراء لنتقدم ونستمر بالصدارة والطليعة بتميز وتفوق.
أما من يطل وفي جعبته بشرى بإمكانية إقامة عمل إسلامي جديد وجسم جديد ، فلا مانع لدي شخصيا ، وكلنا يعمل لأجل الاسلام ، لكني أقدم لهم النصح فيما أراه ، ان يخططوا جيدا ويتابعوا خطواتهم خطوة بخطوة ويدرسوها جيدا ، فساحة العمل الاسلامي في القدس صعبة وانتم اهل التجربة في هذه الجامعة ، وان صممتم وظننتم أن في مشروعكم هذا مصلحة عظيمة للمسلمين والعمل الإسلامي في الجامعة ، فأهلا وسهلا بكم ، فالساحة تتسع للجميع ، وأسأل الله أن يوفقنا ويوفقهم، وإن رأوا ان عملهم ليس بالمكين قد يضر بالعمل ، او انه لا يقدم العمل ويصرف عليه المال والوقت فاغتنموا أوقاتكم في ما ينفعكم.
أختم سلسلة كتاباتي " مع بداية عام دراسي جديد" بالسؤال : أين ستكون كتلة القلم في العام الدراسي القادم بعد خروقات هذا العام ، أفي الرسالة نجدها أو كجسم وحدها ؟ لربما داخل الجسم الجديد ال " غير اقرأ" !!! والله أعلى وأعلم. كان خلاف من الطرف الآخر الغير اقرأ ، على الاسم ، اسم الرسالة ، ونحن ما قلتلنا للعمل تحت اسم الرسالة لاسمها انما لمصلحة العمل الاسلامي ، فانتم يا من قاتلتم لاجل اسم الرسالة، ومن قال انه لن يقوم بفعاليات خاصة باسمه الا عبر الرسالة ، هل ستقومون بالتخلي عن الرسالة في العام القادم وتبنوا جسم جديد !
مع لقاء آخر في عام دراسي جديد آخر قد يكون الأخير لي في القدس ، إن كان بالعمر بقية.
اخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والله ولي التوفيق