تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

يعتبر الفراغ من أخطر العومل على الانسان ، فعليه ان يملأ هذا الفراغ بالافعال الايجابية والا ذهب الوقت سدى وكل ثانية تحسب على العبد وسيسأل عنها وفيما قضاها خاصة في فترة القوة والحيوية ، فترة الشباب ، وقد يرشده هذا الفراغ يسار الصفر في منطقة السلب والسالب ، فيسلب وقته ويسلب عمله وان عمل فانه مسلوب بتوجيهه لعمل سالب يضرب نفسه والمجتمع ، فهو حينها لم يفد المجتمع ولم يقف في الحياد الذي قد يكون ايجابيا احيانا ، بل ضر بالمجتمع وذراته السالبة جذبت لها اشخاص ودوا بعد سنين ايجاد انفسهم في مكان اخر ، لكن غياب الموجب والواجب او اهماله لهم تركهم يقفون عند مهب الريح مع أول عاصفة او نسمة يتماشوا ويمشوا كانهم لم يروا قبل قط.




فئة الطلاب الجامعيين هي نموذج لمن لديهم وقتا بحاجة لترتيب واستغلاله ، وإن لم يكن ذلك فالفراغ يلتهم وقتهم ، لذا نرى فراغا كبيرا عندهم لانهم لا يعلمون أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، وحديثي يدور عن أيام الدراسة فما بالنا بأيام العطل ونهاية الاسبوع بلا دراسة أو هدف !



حين يبقى الطالب الجامعي في جامعة القدس في سكنه نهاية الاسبوع للدراسة او لسبب اخر فانه غالبا يضيع ساعات كثيرة خاصة في النوم ، ومنهم من قرر أن يقوم بأمور اخرى تنفعه في دنياه وآخرته، فالتقيت بهم حيث يود ملايين بل مليارات من المسلمين ان يتواجدوا ويسجدوا لله رب الارباب ، الواحد الاحد ، في مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ، في المسجد الاقصى المبارك ، سواء لاداء صلاة الجمعة او العصر ، وحديثي سيتمحور عما يدور بين المغرب والعشاء من يوم الجمعة.



مدينة القدس واخص الجانب الشرقي ، كان تحت سيادة المملكة الاردنية حتى عام 1967 حين ضمت القدس ضمن صفقة لاسرائيل ، وجاء المصطلح توحيد القدس أو القدس الموحدة ، كان هذا اليوم نكبة ونكسة للقدس وللمسجد الاقصى ، يوم باعت الاردن القدس وفقد المسلمون مليكيتهم للمسجد الاقصى ، فقدوه وما زالوا كذلك رغم أن الاوقاف والحكومة الاردنية توظف طاقم العاملين ابتداء من الامام والخطيب حتى الحارس وعمال النظافة ، فطريق التوظيف ذاتها تعتبر نكبة ونكسة للاقصى ، فرسولنا الكريم قال ارحنا بها يا بلال ، وصوت بلال بالاذان كان عذب يجذب الناس للصلاة ولدين الله تبارك وتعالى.



عند توحيد القدس ووضعها تحت السيادة الاسرائيلية تم تطويق القدس الشرقية بمستوطنات عديدة كبيرة ، لتصبح ضواحي القدس جاتو بين الاحياء اليهودية ، واحياء عربية اخرى اقتحمت من قِبل المستوطنين بمساعدة السلطة ، لتصبح مختلطة ، ونوعية المستوطنين من اليهود المتدينين المتطرفين ، فاقتبروا من المسجد الاقصى والبلد القديمة مما يسهل تهويد المنطقة وتطويقها.



الحارات الشرقية للقدس الغربية يسكنها المتدينون من اليهود ، وهي الحارات الملاصقة لحي النصارى في البلد القديمة ويفصلها شارع عنها فقط ، فيدخلوا سيرا على الاقدام قبل دخول السبت.



دخول السبت معناه بداية يوم السبت عند اليهود وهو من غروب شمس يوم الجمعة تقريبا وظهور النجم وينتهي يوم السبت مساء عند غروب الشمس كذلك ، ويعتبر السبت استراحة ، قبل دخوله ياكلون وجبة وعند سماع الصفارة معلنة دخول السبت يمنعون من استعمال الكهرباء فلا يستعملون الاضواء ولا المرناة ولا يقودون السيارة فنرى حاراتهم خاوية من السيارات ومليئة ببني البشر ، مليئة اذ ان معدل الولادة عندهم مرتفع ومعدل الامراض الوراثية عال كذلك.



لدى هذه الفئة لباس يميزها ، وهو بنطال ومعطف اسودان وقبعة فوق الراس بذات اللون ، فحين يسيرون معا ونلتقط لهم صورة من الاعلى فلا نرى الا السواد وهو لم يأت من عبث انما هم كذلك ، تهدف هذه المجموعة لاقامة الهيكلة المزعوم مكان المسجد الاقصى ، ويحاولون بمساعدة الشرطة اقتحام الاقصى ، يحاولون سرقته كما سرقوا حائط البراق من قبل ليسموه حائط المبكى فيكتبون امانيهم على أوراق ويضعوها بين حجارة الحائط الضخمة.



يوم الجمعة فيه صلاة الجمعة ، في يوم الجمعة تنتعش القدس ، ينتعش المسجد الاقصى فيؤمه اكثر من مئة الف مصلٍ كل جمعة تقريبا ، من جيمع ارجاء فلسطين التاريخية ، إلا أهالي الضفة الغربية فيمنعون من دخول الاراضي الاسرائيلية لاداء الصلاة ، وداخل الخط الاخضر قامت الحركة الاسلامية بتسيير مسيرة البيارق لجلب المصلين للمسجد الاقصى ونجحت في ذلك ، وعندما تات انت وزملائك في الدراسة لاداء صلاة الجمعة بعد أن نزلت في كراج الباصات عند حي المصرارة في طريق نابلس ، تقف اعلى درج باب العامود فترى التجار يصيحون كلّ لسلعته والناس يتوافدون ليدخلوا السوق في حي الواد وصولا للمسجد الاقصى المبارك ، وبعد اداء الصلاة والخروج من ذات الباب ترى المصلين يتدفقون خروجا يصعدون الدرج وكل الى بيته ، هنا ينتهي التدفق الاول.



اما المقطع الثاني من التدفق فهو قبيل صلاة المغرب وانتهائه وخروجه من الباب قبيل العشاء.
ضمن محاولتهم السيطرة على الاقصى قرر رهبانهم ورجال دينهم ان صلاتهم عند دخول السبت ستقام بمحاذاة المسجد الاقصى عند ساحته ، في سوق باب القطانين ، فتغلق المحال والمصالح التجارية ويدخلون السوق وهو الذي يطل بالضبط على قبة الصخرة فتكون الصخرة مباشرة باتجاه الشرق.



يغلق الباب باحكام وكلك تغلق ابواب البيوت في السوق ويخرج صوت قوي من حناجر الاف الرجال والنساء يصلون ويصرخون وصوت كصوت من يصرخ في قعر بئر ويتطلع للخروج منه عند رؤية الضوء اعلى البئر ، وهذا حالهم كانهم يرون في نهاية طريق السوق ثقب في الباب هو طريقهم لاحتلال المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم.



الاف هم في زقاق السوق ، وساحات الاقصى الواسعة خالية من المصلين بعد أن اكتظت قبل عدة ساعات عند صلاة الجمعة، وأسفاه على حال المسلمين وتركهم للمسجد الاقصى ، في السوق يجلسون يتسكعون لم يعطوا الطريق حقها ، يتحرشون بالبنات المارات ويستمعون للموسيقى في غفلة يغطون الا من رحم الله منهم.تدخل السوق قبل صلاة العشاء بدقائق وقد انتهت صلاة اليهود فيخرجون، ترى الرجل وزوجته وخلفهم اولادهم يتجاوز عددهم العشرة في احيان كثيرة ، تجد شابا لن يبلغ العشرين معه زوجة وطفلان ، يربون اولادهم على أن بناء الهيكل من حقهم فتكون قناعة ذاتية لديهم ، انا ابنائنا فنخوفهم من دخول المسجد والصلاة ، ولا نربيهم في المسجد فلا يترعرعون فيه فلا يكون من ثوابتهم ، لذلك فانك حين تدخل البلدة القديمة في طريقك للاقصى ترى قبعات سوداء غطت ازقة القدس.


1 التعليقات:

اهل غزة ايضا يحرمون من الصلاة في الاقصى



ليس رهبانهم بل كهنتهم

إرسال تعليق