تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ


كثر عدد السكان ، يتزايدون ويتكاثرون وهذه فطرة الحياة وسنتها ، اذ خلق الله لنا من انفسنا ازواجا لنسكن اليها.
ان الزواج امر راق وسامٍ ، لكن الناس ميعوه وشوهوه ، فظن كثير منهم انه لتفريغ الشهوات ، وهذه النظرة الحيوانية، اما النظرة السليمة فتعطي للمراة مكانتها لتكون معززة مكرمة.
الزوراج هو البداية ، ولكل بداية نهاية ، والفراق الطبيعي الحق بين الزوجين هو الموت ، موت في طاعة الله ، والموت هادم اللذات والشهوات ومذكر بالاخرة والحساب ، فعلى الناس اخذ العبرة منه والتفكر بهذا الخلق وهذه الحياة، ومعرفة الهدف الاسمى للحياة ، فموت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله.
عند المشاركة بتشييع الجنائز فاننا ندخل المسجد لتادية الصلاة المفروضة ومن ثم صلاة الجنازة ، عند مدخل المسجد في ساحته نرى شيبا وشبانا يقفون عابسين او يضحكون لجهلهم بعظم الموقف، لا يدخلون المسجد للصلاة وقد لا يكونوا قد دخلوه مسبقا ابدا، وذلك يبدا من البيت والتربية التي تلقاها على يد والديه الحنونين.
لم يربه والديه على الصلاة وطاعة الله، تلقى تربية من الشارع ورفاق السوء ففسدت اخلاقه وفقد والديه السيطرة عليه ، ففعل ما تشاء نفسه والهوى عندما فتح امامه باب الشهوات وهذه البيئة التي يغط بها مع رفاقه.
حين تساله عن موقفه ووقفته فيقول انا لا اصلي ، دون خوف او وجل وبلا خجل، يظن انه بطل، يتحدى الله، والله اقوى واكبر، فالله تبارك وتعالى امره بان يطيعه ويعبده ولهذا خلقه ، فان اطاعه فله الجنة باذن الله ، ومن عصاه فان الله شديد العقاب.
ابتعد الناس عن ما اةصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترك الناس المتاب والسنة فضلوا ، لم يتمسكوا بها في في زمن نحن بحاجة ماسة للعودة للكتاب والسنة ، فالحلال والحرام والشبهات تداخلت بسبب البشر ، خلطها البشر ببعضها في زمان اصبح القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر.
الموت نهاية طريق وبداية اخرى ، نهاية طريق الحياة الدنيا وهي طريق قصيرة ، وبداية طريق الحياة الاخرة وهي الابدية الازلية ، وما هذه الحياة الدنيا الا نتنة ومتاع الغرور ، على الانسان التزود منها من دار الممر هذه حتى يصل دار المستقر ، فالدينا هي مزرعة الاخرة ومن عمل صالحا وعبد الله حق عبادته دخل جنة عرضها كعرض السموات والارض ، اما من عصى فيدخل نار جهنم والعياذ بالله ، وقودها الناس والحجارة.
ابتعد هؤلاء الذين يقفون خارج المسجد عن الطريق المستقيم ، يحشرون انفسهم وتصوراتهم وقيمهم وصراعهم في ذلك الجحر الضيق الضئيل من هذه الحياة الدنيا، ومن هنا ياتي الاختلاف في التصور بينهم وبين من سلك درب الله ، فالاختلافات في التصور يوصل لاختلاف في القيم ويحصل اختلاف في النظم.
في هذه المرحلة بلغت القلوب والالباب حدا من التصحر والجفاف ، فقد الناس انفسهم ولم يعلموا كيف يرتقوا بالخصائص الانسانية وحراستها من النكسة الى الحيوانية ، حادوا عن الحق الكامن في اعماقهم ، وفق هواه ، معتمدا ومستمدا شريعة حياته من هواه وليست من شريعة الله ، ولم يستسلم لله ولم يسلم نفسه له تبارك وتعالى.
على هؤلاء الاشخاص التنسيق بين المفردات وقياس الامور، عليهم العودة بعد ان هاجروا ، ان يعودوا ويقروا ان عبوديتهم لله وحده ولا يدينون بالعبودية لغير الله، وينظموا حياتهم كلها على اساس هذه العبودية الخالصة ، يدركون حقيقة الكون ، حقيقة الحياة التي ينتسبون اليها ولحقيقة انفسهم ، وان يتوسموا بانفسهم خيرا وبقدرتهم على تغييرها وسيادتها بعد ان سادتهم فترة من الزمن ، وان يضاعف جذوة الايمان في قلبه وينور حياته بالهدى وسلك طريق الصالحين.
ينتقل من ظلام الجهل لنور الاسلام وينقي نفسه من نجاسة الجهل والابتعاد عن الدين ، والنجاسة هي القذارة التي يجب على المسلم ان يتنزه عنها ويغسل ما اصابه منها ، والنجاسة اما ان تكون حسية كالبول والدم ، واما ان تكون حكمية كالجنابة.
على المسلم العودة للعز والابتعاد عن الذل لاننا قوم اعزنا الله بالاسلام ، فان ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله.


3 التعليقات:

عزيزي شادي
اهنئك على مدونتك

يرجى مراعاة ما يلي :

1) الفصل بين الفقرات بسطر فارغ لتسهيل القراءة

2) تلوين الفقرات و العبارات المهمة

3) اتخاذ قالب اجمل لمدونتك من هنا http://www.eblogtemplates.com/templates/blogger-templates/

شرح مصور لكيفية تبديل القالب
http://afnan90.blogspot.com/2008/12/blog-post_23.html

باركك المولى وسدد خطاك..

"كـفى بالمـوتِ واعِـظا"

إرسال تعليق