نجح أهل الدعوة بعملهم في الجامعات بتوفيق من الله بعد أن كرسوا أنفسهم لنصرة الدين ، ويشكرون الله أن هداهم لهذا ولا يمنون عليه بان اسلموا ودعوا ، ركزوا فكرهم في حال راحتهم ، ويواظبون ويجتهدون بهمم عالية وأعمال كالسيل إذا انحدر.
من صحت بدايته استقامت طريقه فتصح نهايته بإذن الله ، حقل الدعوة بحاجة لشجاعة وإرادة وتصميم ، صبر وجدية ، إخلاص وترك الرياء ، فان الرياء شرك بالله محبط للأعمال ذاهب باجرها ، موجهين قلوبهم خالصة لله تبارك وتعالى.
سالك درب الدعوة متواضع ، لا يبحث عن مناصب ولا يلهث خلفها ، يقبل أن يكون جنديا صغيرا في هرم ضخم عملاق متناسق ، يعلم كل موقعه ويبدع فيه ، لا يبحث عن القيادة والسيادة فما من احد أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتبع عيوب الناس وكره أن يذكر احد بخير ، الناس سواسية كأسنان المشط ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وان أفضلنا عند الله اتقانا.
طريق سلكناه لا يتعطل به لساننا ، نحاول استغلال كل لحظة لفائدة في مجالات عدة ، وكما قال الأديب عمارة اليمني إذا كان رأس المال عمرك فاحترز عليه من الإنفاق في غير واجب فبين اختلاف الليل والصبح معرك يكر علينا جيشه بالعجائب. استغلال الوقت وتصريف حيث يجب أن يكون ، التعلم من كل يوم واخذ زهرة من ساعات أيامنا وزرعها في بستاننا الخاص ، ومالك بن دينار رحمه الله قال ، من تعلم العلم كسره العلم وتواضع ، ومن تعلمه لغير العمل زاد فخرا وتكبرا.
لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، والعالم لا عمل كالسائر بلا طريق أما من عمل بلا علم فضره اكبر من نفعه . قال علي كرم الله وجهه العلم مقرون بالعمل، فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلاّ ارتحل عنه.أخلاق عالية إسلامية خالصة ، أخلاق من تعاليم ديننا أخذها سلفنا الصالح ونسيها الناس في الفترة الأخيرة ، فنبحث في بطون كتب التراث ونرى أجدادنا ساروا على نهج الدين الحنيف ونحن نضيع ذلك جيلا بعد جيل.
الأخلاق أولا ، على الأقل الأخلاق الأساسية البديهة ، أخلاق وتعاليم الدين يترجمها الفرد لواقع ، يحولها إلى حقائق حياتية معاشة ، شخص وشخصية العامل والسائر في درب الدعوة انعكاس للإسلام ، وتطبيق عملي لنصوصه وتحقيق واقعي لمبادئه. فماذا ينفعه علمه أن لم يوجه له حياته !يعمل العمل ويتقنه ، جادا جديا ، لا لاهيا ، عابثا ولاعبا ، لا يضيع عمره في الأوهام والتفاهات ولا يمضي ساعاته في الغفلة والخداع واللغو والعبث.