تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ


السلام عليكم


هذا موضوع كنت قد كتبته اثناء حرب غزة الاخيرة .



هل فقد الاعضاء العرب في الاحزاب الصهيونية هويتهم؟

تضم الاحزاب الصهيونية في الكنيست الاسرائيلي اعضاء عرب ، ومنهم من يحتل مراتب متقدمة في قائمتها ، بل وصل العرب لسيادة وزارة في الحكومة متمثلة بابن مدينة باقة الغربية ، العضو المسلم غالب محمد مجادلة ، وهو وزير من قبل حزب العمل الذي يدير وزارة الامن حاليا يقودها ايهود براك ، براك الذي اكل المناسف واللحوم في بيوتنا ويقصف اخواننا في غزة دون رحمة او شفقة ليلقيهم جثثا في الشوارع تسيل منها الدماء ويستمر شلال الدماء بالجريان خارجا من اجساد طاهرة لاطفال وشيوخ ونساء.

العضو المسلم غالب مجادلة شريك في حزب براك ، يصلي الوزير صلاة الجمعة في بلده ويشارك في تشييع الجنائز ، براك الذي هدم قبل بضع ايام مسجدا فقتل من فيه من مصلين ، اذ ان المسجد برايه مركز للارهاب.

يضم حزب العمل اعضاء اخرين من كافة الديانات ، يضم النصارى والدروز ، يبحثون عن مقاعد لايهمهم شأن مدنهم ، بل ان التفتوا لاهلهم فلمصلحة او لحاجة بسيطة سهلة ، فيافا العريقة ، دروز الكرمل والجليل ما زالوا يبحثون عن مشاريع او خدمات قدمها الاعضاء لهم لاعطائهم صوتهم لكنهم لا يجدون ، ورغم ذلك يصوتوا في الانتخابات التمهيدية وانتخابات الكنيست بحجة انتمائهم لهذا الحزب ، فهل فاق انتمائهم لحزب لا يسمن ولا يغني من جوع انتمائهم لدينهم ومجتمعهم !

لا ادعم بحديثي هنا الاحزاب العربية الوطنية ، اذ ان الفرق كبير بين الكلام وبين ما يطبق على ارض الواقع ، والوطنية لا تقاس بالكلام والشعارات ، انما هي افعال ومواقف ، ولا يمكن تجريدها من اصلها، فالاصل هو الدين وباقي الامور تنبع منه ، والوطنية جزء من الدين ولا تفوق الانتماء للدين ، ولا يمكن وضع الدين جانبا في نقاشاتنا ، وحديثي مع ما تبقى من مبادئ الاحزاب الوطنية هو في مجال الاتفاق بيننا.

يعيش العضو العربي في الحزب الصهيوني ازدواجية مرضية ، بمعنى انه يوجد عنده مفارقة بين ما ترعرع عليه في بيت والده المحافظ والمحب للدين ومن ثم يحب ارضه ويعتني بها كفلذة كبده ، وبين ما يعيشه في واقعه من سياسة حزبه والدمار الذي يقدمه لمجتمعه والقتل ، ويعاني هذا العضو من انفصام بين الافكار والمثل النظرية وبين التطبيق السلوكي الخارجي ، فقد الازدواجية بين الفكر والسلوك فتراه يقع في مطبات دون ان يشعر بها ، فقد تربى على شيء وحاول فعل اخر فتلعثم بين الامرين.

شخصيته ليست انعكاسا لمبادئه الاصلية الاصيلة ، وليست بتطبيق عملي لنصوصه ، ولا تمت لان تكون تحقيق واقعي لمبادئه . على هؤلاء الاعضاء العودة لدينهم ، وان تنكروا له فعليهم العودة لعاداتهم وتقاليدهم والبحث في بطون كتب التراث ، وقراءة بطولات اجدادهم وكدهم وتعبهم ، بطولاتهم في الدفاع عن ارضهم ومجتمعهم ووقوفهم صفا واحدا متراصا ، لا ان يتفرقوا ويتخلوا عن هويتهم ، بل ان هناك من يقول انهم تخلوا عن مبادئهم واخلاقهم ولا يقصد بالادب انما بالاخلاق الاسلامية العربية العريقة ،يضيعون عمرهم لهثا خلف المناصب والاوهام والتفاهات ، ويمضون ساعات حياتهم في الغفلة والخداع ، فان هذه الاحزاب ان لا فائدة ولا حاجة لها بهؤلاء العرب ستصفعهن بيدها وتركلهم برجلها ، فهم تنكروا لتاريخهم ونسوا دينهم وتقاليدهم.

عليهم العودة وتركيب جزيئيات نفسهم من جديد، العودة بقلب حي وبناء روح مشرقة ، لتنطلق به الى طرق الصدق والصلاح والصواب، فالهوية واضحة ، بينة، مستقيمة ، وصادقة لاغبار عليها.


1 التعليقات:

انا باعتقادي ان عضو الكنيست العربي في الاحزاب الصهيونية لا يعيش هذه الازدواجية المرضية التي تكلمت عنها، كما انه لا يعاني من الانفصام بين الافكار والمثل النظرية وبين السلوك الخارجي، انما يعكس واقعا يختلف مكان تطبيقه من شخص لاخر.
فعضو الكنيست العربي في الاحزاب الصهيونية تربى على حب ذاته وتفضيلها على الاخرين، والبحث عن مصلحته الشخصية وضرب مصلحة المجتمع عرض الحائط، والترعرع في بيت محب للدين انما هو حب لظاهرايته وشكلياته. كما هو الحال لدى رئيس البلدية في الانتخابات للمجالس المحلية، وكما هو الحال في كثير من الاجهزة والنظم المدنية في مجتمعاتنا.
ولذلك باعتقادي ان البحث عن المصلحة وانعدام المبادئ ليس علة فيمن ينتسب للاحزاب الصهيوتة فحسب، انما هي علة مجتمعية واسعة النطاق.

إرسال تعليق