تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ



يحاول كل حزب جذب اكبر عدد من المواطنين اصحاب حق الاقتراع ليصوتوا لصالحه في انتخابات الكنيست القريبة في شهر شباط من العام الحالي.
تعمل هذه الاحزاب في شعاب، ازقة ، طرقات وبيوت وسطنا العربي ، مشكلـّـة ضغط كبيرا ، كلمات وشعارات ، زيارات ، لافتات وملصقات ، لكسب الراي العام وتوجيه الناس للتصويت.
استعملت شعارات كثيرة تمحورت حول الاحداث الاخيرة ، اي الحرب على غزة ، قتل ، تدمير وتشريد الشعب الفاسطيني الغزاوي ، مستعينين بالصور القاسية ، وفي هذا الامر مزايدة ورقص على دماء اهلنا في غزة ، تحريك مشاعر ابناء وسطنا العربي لفترة محدودة وليس ترسيخ وتوعية الشيب والشبان لما يحدث ، بالاضافة لشعارات تدعوا لاسكات اليمين المتطرف متمثلا بالقادم الجديد من روسيا افيغدور ليبرمان والذي ينادي بطرد العرب من بيوتهم وتطهيرهم عرقيا بما يسمى " ترانسفير".
لا ارى فرقا بين اليمين واليسار الاسرائيلي ، فايهود براك " صديق" العرب يساري ، لكنه قاد الحرب على غزة، لذا قامت الاحزاب العربية باستغلال هذه النقطة ودعوة وسطنا العربي لعدم التصويت للاحزاب الصهيونية ، واعطاء الثقة للاحزاب العربية ، ومن الاحزاب من لعب او مثل دورين ووجهين ، الجبهة نوذجا ، حيث انها تطالب المواطنين العرب بالتصويت لها وانها تمثل القضية ومنحها ثقتهم فهي الصوت الوطني ، اما في الوسط اليهودي فانها تعد ببناء يسار جديد يضم اليهود والعرب , تطالب العرب التصويت لها وانها الصوت الوطني للعرب ، رفم ان قائمتها تضم خادم في الجيش الاسرائيلي وهو دوف حنين.
عنوان كلماتي هذه " طبعا الجبهة" ، هذا لا يعني اني ساصوت لهم او ساغير مبادئي ، لا ، انما طبعا الجبهة ترفض دعوة الاخرين لها للمشاركة بفعاليات مشتركة ، ترفض لانها تظن نفسها سيدة الاحزاب والقوة الاولى في الوسط العربي ، شعور تبدد منذ زمن ، فالجبهة حسب رايي قد فقدت مصداقيتها بين الناس ، وتحاول الحصول الوصول اليها مجددا باثارة الفتنة واتهام الاحزاب الاخرى ومهاجمتها.
الجبهة الطلابية مثال واقعي للجبهة القطرية ، خسرت الجبهة الطلابية سيطرتها على الجامعات منذ دخول العمل الاسلامي للجامعات ، فحاولت وما زالت تحاول اعادة السيادة دون فائدة وثورتها لا تتعدى ان تكون زوبعة في فنجان، اذ ان الطالب يعي ويعلم من يعمل لاجله طوال العام ، ويعلم نقيضه الغاط في السبات ويستيقظون عند المناسبات فقط.
في ظل الاحداث الاخيرة وحرب غزة ، مترافقة باقتراب انتخابات الكنيست ، يقوم اعضاء الاحزاب المتنافسة بزيارات لمراكز القوى ، والجامعات تعد مركز قوة خاصة ان فيها الطبقة المتعلمة وامل الدولة المستقبلي ، وجامعة القدس العبرية مثلا فيها الاف الطلاب ، فقامت وزيرة الخارجية والمرشحة الاولى في قائمة حزب كديما تسيبي ليفني بزيارة للجامعة والقاء محاضرة امام الطلاب ، وقد حدد من هم الطلاب واخذ كل مشارك موافقة وتأشيرة دخول ، ولا حاجة لشرح السبب وهو معلوم.
قررت الكتل الطلابية العربية في الجامعة تنظيم مظاهرة رفع شعارات امام مدخل الجامعة احتجاجا على قدوم ليفني وشراكتها في الحرب الاخيرة، وهي استمرارية للفعاليات السابقة المشتركة للاحزاب العربية.
حين دعت الكتل للمشاركة واجهت معارضة من قبل كتلة الجبهة الطلابية ، وهذه ليست المرة الاولى، وان سُالت قبل ان اعلم من عارض عن المـُعارض فساقول طبعا الجبهة.
لم يرق للجبهة أن تـُـدعى ، فهي تريد الاستبداد ، ويصعب ذلك في زمن لا عربدة ولا قوة فيه الا بالعقل بالليونة، شاركت كتلة اقرأ ، ابناء البلد، التجمع وكتلة وطن ، وامتنعت الجبهة ، كان الحضور جيدا وتم الاتفاق ان لا تكون علامات حزبية ، لا لباسا ولا شعارا ، والتزمت الكتل بذلك.
بعد مرور نصف ساعة او اكثر على المظاهرة ، جاء بضع اشخاص من كتلة الجبهة ، عرفناهم جبهاويين قبل ان نميز ملامح وجوههم لانهم يرتدون جارزة الجبهة ويحملون شعاراتها، وقفوا مع صف المتظاهرين ! اي انهم عارضوا المشاركة ، ثم جاءوا ليشاركوا دون اذن المنظمين، وهتكوا الامور المتفق عليها بان لا شعار او ايحاء يدل على حزب يـُـرفع في المظاهرة المشتركة.
فقدت مصداقيتها وزيفت اصواتا في انتخابات لجنة الطلاب العرب وتهاجم الاخرين وتنعتهم بالطائفية ،تدّعي الوطنية وتضُم خادم جيش ، طبعا الجبهة ، مَهِيّ واضحة !

0 التعليقات:

إرسال تعليق