تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ




إستـَغرَب العالم صمود الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة امام العدوان الصهيوني الغاشم ، امام عدوان قاس وظالم غير متكافئ ، قتل ودمار وتهجر ، جثث مشوهة ومقطعة تتناثر في الشوارع وتحت الانقاض ، شيوخ ، نساء واطفال ما لهم من حول ولا قوة اما الية الحرب الاسرائيلية ، فردّ ابن غزة بعزة ، نحن شعب مؤمن بالله متق له ومتوكل عليه ، من خالقتنا نستمد قوتنا ، فنحن لسنا مهزوميا روحيا ولا عقليا ، وهذه حرب عقيدة وان الاسلام لا عز وبه نتمسك فينصرنا الله بنصر من عنده باذنه.
صمود تاريخي يسجل بحق اهل القطاع ، فهم بصمودهم يدافعون عن كيانهم ، المسلحين يدافعون بما يملكون من اسلحة وان كانت بدائية ، والنساء تلد اسودا ليكونوا جيش الدفاع المستقبلي عن الارض ، لا تربيهم على الوطنية ورص صف الشاب والصبية، انما ترضعه مع الحليب عقيدة ، ترضعه دين الله الذي تلقته ودرسته وعرفته واقتنعت به ولم تتنازل عنه مهما غدر بها واهلها حال الزمان، تعلم ابنها القران الكريم والسنة النبوية ، تقوّم خـُـلـُـق ابنها ، فنجد المقاتلين المجاهدين بلحى وحافظي كتاب الله يبحثون عن الشهادة في سبيل الله دفاعا عن ارض يذكر فيها اسم الله وتقام حدوده.
في القطاع خلايا حية داخل جسمه تمده بعناصر البقاء والامتداد وإن شحّت، اناس يواجهون اناس فقدوا انسانيتهم ، انصهرت مصالحهم واهدافهم مع بعضها وتمازجت ، توحدت الصفوف ووضعت الخلافات جانبا، ردوا الحاكمية لله في امرهم كله ، يبحثون عن القمة السامقة ، صرخوا بوجه عدوهم نحن هنا باقون ، في ارضنا نحن شجرة ضخمة ضخمة باسقة وضاربة في الهواء ، تضرب بجذوعها في التربة على اعماق بعيدة ، ببناء قاعدي متين لا يقبع في الزاوية الضيقة ، برزوا وظهروا واجتهدوا في خضم المعركة، يقاتلون ويدعمهم مبداهم ولا يلهثون ليحصّلوا رغبات معجلة مهزومة.
مقاومة اهل غزة ، نساءا ، اطفالا وشيوخا تنحني لها الرقاب ، ذادوا عن حوضهم بالسيف لعلمهم ان الذي لا يذد عن حوضه بالسيف يهدم ، احبوا بل عشقوا الدفاع عن وطنهم فكان نبع يستقي منه هذا الجيل ، تصميم مرسوم وتحول في سير الحياة ، وتيقنوا ان الصمود والمقاومة ضرورة ذاتية لوجودهم ، والنساء ان لم تقاتل فتنصرهم بالدعاء والتوجه لله القوي العزيز هازم الاحزاب.
ارادة الشعب قوية وامالهم وتطلعاتهم مُتجدّدة ، استعلوا على الضعف والكسل ، تغلبوا على العوائق والمثبطات ، ثاروا على الغفلة وتعالوا على انفسهم ، زانوا الحقائق بعناية قبل صنع القرار ، وقرروا تحمل النتائج مهما بلغت في سبيل الدفاع عن اهدافهم ومصالحهم ومقومات حياتهم الصعبة القاسية ورضوا بذلك إن قسمه لهم الله وصبروا لينالوا الجزاء والثواب يوم الحساب.
روحهم مشرقة انطلقوا بها بقلب حي وبقناعة تامة من جزئيات النفس ، تنقوا واخلصوا فاصبحوا كسبيكة ذهبية خالصة ، وفي كل يوم توجد في هذه الامة انفس جديدة.
لقد اخذ الجهد منهم كل ماخذ ، اشتد عليهم الظمأ حتى جفت منه الشفاه والحلوق لكنهم توسموا خيرا ، وايمانهم بالله زادهم قوة ، كيفوا انفسهم مع الحقائق ، تيقنوا وتعاملوا مع ربهم تعامل يتمثل فيه عبودية لله وحده ، يتعاملون مع الكون والبشر تعاملا يستمد اصوله من دين الله كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا فيه اسوة حسنة.
قاتلوا لينتصروا ، والنصر ليس لمغنم ولا لسمعة انما لرفع راية الحق والتوحيد ، ورفع الظلم والحصار عن ديارهم ، اصروا على النصر تحت راية العقيدة دون سائر الرايات ، في دار حرب هم فان الارض هذه تحارب المسلم في عقيدته وتصده عن دينه وتعطل عمل شريعته ،رغم ان فيها اهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته.
الحق واحد لا يتعدد ، والخبث خبث وان اختلف في مظهره وشكله، فهو واحد في مغرسه واصله ، هم على الحق في زمان يغرق به المجتمع في شهواته الهابطة ، ويمضي مع نزواته الخليعة ويلتصق بالوحل والطين ، حاسبا انه يستمتع وينطلق من الاغلال والقيود، لكنهم يعيشون في جاهلية دون ان يشعروا ، والجاهلية هي حالة تتكر كلما انحرف المجتمع عن نهج الاسلام في اي زمان.
ان من يهاجم الثلة القليلة يتسلى بالام تعذيبها ، سبقوا الوحوش فان الوحش يفترس فريسته ليعتاش وليس ليتلذذ بتعذيبها.
هذه الثلة عرفت النصر ما هو ، عرفت ان النصر ليس مقصورا على الغلبة الظاهرة ، فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة ، ان النصر في ارفع صوره هو انتصار الروح على المادة.
دولة اسرائيل تبرر الهجوم على غزة بانه للدفاع عن مواطنيها وحمايتهم ، والحفاظ على سلطانها.

1 التعليقات:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابارك لك المدونة اخي شادي, واسال الله ان يرزقنا واياك الاخلاص,وان يوفقنا لما يحب ويرضى, وان تكون جسرا للفردوس الاعلى.

اما صمودهم ربما الانسب ان نصمت :) وإن كان لا بد من الحديث فنقول : إن تنصروا الله ينصركم

جزاكم الله خيرا
اخوك عاشق المجد

إرسال تعليق