تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

شادي صدقي أبومخ

انتخابات بلدية باقة الغربية تدق الأبواب ، يقترب موعدها وتتضاعف وتيرة انشغال المواطنين بها . مرشحان يدخلان كل حي وزقاق ، يعرضان شخصهم ، ماضيهم وخبرتهم ، يـَعدان السكان بتغيير إيجابي ، يرسمان خطط عمل وأحلام وردية ، يجندان معارفهم وأقاربهم ليدعماهما ويلتفوا حولهما . جد واجتهاد لكسب أكبر قدر من الأصوات ، خاصة المترددين منهم والذين لم يختاروا مرشحهم بعد، فيشكلان قوة ضاربة ليحققا المنشود ، كرسي الرئاسة.

كسب رضا الناس يُحصّـل بعدة طرق ، تصنف تحت عنوانين رئيسيين ، شرعية وغير ذلك ، فالشرعية تعتمد بالأساس على المنافسة الشريفة النزيهة ، إذ يعرض المتنافس نفسه وبرنامجه محاولا إقناع الناس ، أو أن يتخذ السبل الملتوية الغير مقبولة أخلاقيا والغير شرعية شعارا ، وهي كثيرة متنوعة ، عندها تكون النتائج مغلوطة لا تمثل رأي الشارع الباقيّ ، فنجتمع كلنا متكاتفين مطالبين بالتحلي بتعاليم ديننا الحنيف ، رافضين الغش والخداع.

كرسي الرئاسة مغر ، لأجله تدفع مبالغ مالية ضخمة وحملات انتخابية هائلة لجذب الأنظار والأصوات ، فتصب في صالح باثــّها ، لذلك يفقد بعض المرشحين الحس الإنساني حيث يتعاملون مع البشر كأرقام وأعداد ، يوظفون حاشيتهم ، يفصلون أنصار المنافسين ، يعالجون ويتصرفون ويكأن البلدية حاكورة عائلتهم ورثوها عن أجدادهم ، تدّر خيراتها وتؤتي أكــًُلها لهم وحدهم ، فمصادرة الأراضي ، تغيير مسارات الشوارع ، إزاحة مشاريع عامة لأرض مجاورة تعود لمعارض ، وأمور أخرى تشهد صارخة على حال مخز عاشه المجلس ، كرره الرؤساء ، كرهه المواطنون.

الجولة الأولى تميزت بالأخلاق الحميدة وروح المنافسة الطيبة سادت ، فتعانق المرشحون وتبادلوا تمني النجاح أحدهم للآخر ، لم تكن أحداث بارزة تعكر صفو سماء باقة ، لعل عدد المرشحين ووجود قوائم عضوية تمثل الشارع وتصدًُق معه سبب الهدوء ، فأفرزت الانتخابات عن اختيار أعضاء على قدر كاف من الوعي والمسئولية للعمل مع الرئيس والرقي بباقتنا. أما الان ، قبيل الجولة الثانية المصيرية فان الآعيبا تحاك لتخدع المنتخِب ، الآعيب تندرج تحت عنوان " اللا شريعية " .
منصب الرئيس تكليف لا تشريف ، حيث ينتظرُ السكان خدمة المنتخـَب وتفانيه. يعاملهم باحترام وتقدير كبشر لهم كرامة واحترام ، معاملة متساوية متشابهة للجميع كأسنان المشط بلا تمييز قبلي ، بلا مصالح ووساطات ، بعيدا عن العائلية المقيتة البغيضة المنتنة ، خطط عمل مدروسة والاستعانة بالمهنيين الأكفاء لبناء مشاريع عمرانية تقدم المدينة اجتماعيا ، تعليميا ، اقتصاديا ، رياضيا ، وما إلى ذلك. حتى نبني باقة الغد ، باقة الشبابـ،، باقة التي لا تعود لمستقبل ، بل تتقدم مهرولة نحوه
مدينتنا بحاجة لجهد جهيد حتى تخرج من أزمة شديدة ألمت وعصفت بها । بلدنا بحاجة لرئيس صادق يصدُق الناس ، متواضع يسير في الطرقات أذن صاغية لمطالبهم ، يهدف لخدمة باقة ورفعة مكانتها ، يشارك المواطنين اتخاذ القرارات ، يعمل بمهنية ويرتق بالتميز والعمل الجاد المثمر دامجا بين حماس الشباب وحكمة الشيوخ.

الانتخابات يوم وباقة لنا كل يوم ، باقة تجمعنا ، هي عائلتنا الكبيرة ، لن نتركها تضيع ، نصونها محافظين ، لذلك نصوت ونختار من هو أهل لقيادة البلد . تمر الانتخابات وتبقى باقة ، إلا أن يوم الانتخابات ونتائجه توجه وتصوب ، تقرر مصير ووجهة المدينة مستقبلا.

صوتك أمانة ،صوتك غال ، يدا بيد نبني باقة الغد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق