تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

شادي أبو مخ


الأرض تحن لدم جدي

دم اختلط بها محبا

أيقظته جدتي صباحا

صلى الفجر جماعة

رجع وشرب كأس شاي

حمل على كتفه زوّادة

نزل السهل صباحا

أخذ حفنة تراب بقبضته

شم ذراتها

قال أحبك يا أرض

بادلته الشعور

أمسك فأسا

بلطف ، خلط التراب

زرع فيها بذرة

انتظر خير السماء

رزق أمطرت الغيوم

حصّلت البذرة حصتها

أخرجت ينعا أخضرا

كبر ونمى

فرح وابتسم جدي

توضأ وصلى الظهر

سمة السجود

واضحة على تجاعيد جبينه

أكل الغداء

خبز طابون وزيت

حب زيتون وفحل بصل

استمر وكد

جد واجتهد

جرح إصبعه

امتص التراب الدم

لعق الجرح واستمر

جلس تحت شجرة مباركة

ينظر غربا

اختبئ القرص الذهبي

غير لون الأفق

شف أحمر

كلون دم جدي

عاد أدراجه للبيت

انتظر جدتي عند الباب

تتكئ على عصاها

أعدت وجبة العشاء

تناولها بعد حمام ساخن

ماء ملئ بحنان الزوجة

وعشرة عشرات السنين

على نار التهمت الحطب سخنته

صلى العشاء ونام بهدوء

حكاية عشق بجنون

رسمتها أيام دهرنا

يحدثها عجوز بمحبوبته فخور

أرضعتها زوجته لأبنائها

وحدثت أحفادها

قصة انتهت بوفاة جدي

ولم ينفذ حبنا لها

أوفت الأرض بالعهد

فاحتضنت جدي بعد وفاته

تحت شجرة شامخة فارعة

استظل بظلها كثر

يقرئون الفاتحة الآن

على روح جدي

ورغم اعتنائنا ومعالجتنا الأرض

إلا أنها تفتقد الحب الصادق

حب جدي رحمه الله

الأرض تحن لدم جدي

دم اختلط بها محبا

محبا

2 التعليقات:

في حضرةِ أسمى المعاني،
و حِسّ الإنتماء ~
تفقدُ الكلماتُ مُتنفّسها؛
فلا مزيدَ تبوحُ بهِ أو نرتويه

جميلٌ ما كان ،،

سلام الله عليكم

وتحنُّ الأرض إلى دم جدّي!
ولا زالت الأرض تنتظرُ ليزرعها جدي!

،، ولا زالت تنتظر عهدَ جدّي
"سيعتني بك أبنائي وأحفادي، من بعدي"


بوركت أناملك

إرسال تعليق