تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ

حين تدخل السوق عند باب العمود داخل السور في البلدة القديمة تجد المحال التجارية تنتشر في كل زاوية ، حتى وسط الطريق ، كلّ ينادي على بضاعته طمعاً ان يجذب كلامه مادحاً بضاعته المتسوقين المارين في سوق حي الواد الموصل للمسجد الاقصى المبارك ، فيدخل الناس ويشترون ، يتوفر قي السوق كل ما يحتاجه افراد الاسرة من مستلزمات ، عاش اصحاب المصالح التجارية ايام صعبة عصيبة جداً منذ انتفاضة القدس عام 2000 ، فالسياح واليهود قل عددهم ، كما وان بناء الجدار الفاصل منع وصول سكان الضفة للقدس ، وقطاع غزة محاصرة في قفص له مداخل يتحكم بها جنود جيش اسرائيل ، تضاعف عدد الجنود داخل البلدة القديمة وجوارها ، باع السكان قسم من البيوت والمصالح لليهود المستوطنين ، ليستمروا ويحلموا بالسيطرة المطلقة على البلدة القديمة ويُحكموا قبضتهم على المسجد الاقصى ليبنوا الهيكل المزعوم .

رأت الحركة الاسلامية الشمالية أن المسجد الاقصى في خطر ويجب ان يتحرك فلسطينيو 48 ويهبوا لنجدة الاقصى ويتمثل ذلك برباطهم فيه وشد الرحال اليه كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى." فالاقصى من لب عقيدتنا وديننا ، قال تعالى في حكم التنزيل بداية سورة الاسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ، الاقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أولى القبلتين وثالث الحرمين ، ثاني مسجد وضع في الارض فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله أيّ مسجد وضع في الأرض أول. قال: المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أيّ? قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما? قال: أربعين سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصلّ، فإنّ الفضل فيه ) .

تسمع سكان بيت المقدس يُثنون على عرب الداخل الفلسطيني ، اذ أن الحركة الاسلامية الشمالية تـُسير عشرات الحافلات على مدار الاسبوع لشد الرحال للمسجد الاقصى المبارك للصلاة والرباط فيه ضمن مسيرة البيارق المباركة باذن الله ، كما وان دخولهم الاسواق ينعش الحركة التجارية شبه المشلولة ، فتتضاعف اسعار البضائع ويختلف ثمنها ان بيعت لابن اراضي 48 ، استغلال واضح خاصة في ايام الجمعة ، ينادي المنادي للصلاة فتجدهم في السوق يبيعون او يتسكعون يغامزون البنات ، يجلسون على طرف الطريق بلا احترام لحقها يدخنون الارجيلة ويشربون شاي ، ومنهم من يستمع للموسيقى ، وهذا على بعد امتار من بوابة الاقصى الخضراء العملاقة ، كأن الاذان لا يعنيهم وليس موجهاً لهم ، الا من رحم الله .

تجدهم يقولون " الله يخلي الشيخ رائد صلاح ، هو داير باله على المسجد الاقصى ، لو فش الشيخ رائد زمان ضاع الاقصى ، لو الحركة بتجبش باصات كين فش تجارة يخلف على عرب 48 انهم بملوا الاقصى ، هم عمروا الاقصى ، عرب 48 بصلوا بالاقصى ولو انهم بصلوش وبجوش على الاقصى بتلقاش حدا بصلي بتلقى الاقصى فاضي " ، هذا لسان حالهم ، فساد اخلاقي الا من رحم الله ، سباب وكلام بذيء ، يسكن الفرد جانب الاقصى ولا يصلي جماعة ان صلى اصلاً ، تجدهم يلعبون الكرة داخل ساحات المسجد وقت الصلاة ويسبون الذات الالهية ويسبون الدين ، يسبون على بعضهم البعض يهينون اهلهم ، الا من رحم الله .

بيت المقدس بؤرة الخلافة الراشدة القادمة ، في بيت المقدس رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، يدعون الى سبيل الله ويصلون جماعة في المسجد الاقصى ، يفدون الاقصى بروحهم ودمهم ويبذلون كل مل لديهم لحمايته والدفاع عنه وصيانته وحصانته حقاً خالصاً للمسلمين رغم كيد الكافرين ، هم قلة قليلة ، يعملون لاجل هذا الدين ، فتجد في صلاة المغرب والعشاء عدد المصلين لا يتجاوز ثلاث او اربعة صفوف والسوق مليء بالشيب والشباب ، تدعوهم للصلاة فيرفضوا وهذا سياسة اعوام تم التخطيط وتجنيد الناس لادخال الفتنة لبيوت مسلمي القدس فيتبعوا الشهوات المتوفرة بكثرة ، فتنة النساء والمال في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ، الحشيش باسعار مغرية ، كل ملذات الدنيا ، بيت مكون من غرفة او اثنتين يدفع ثمنه المستوطنين اليهود مئات الاف الدولارات ، فيغري المبلغ الشاب ، ليقبل ويسكن "فرحاً " باقي حياته في شقة رحبة في حي عربي فاخر ك بيت حنينا ويطلق ضيق البلدة القديمة وضيق الوضع الاقتصادي ، ظناً ان السرور هذا بابه ، متناسياً ما يحاك ضد المسجد الاقصى المبارك وعرب القدس .

الاقصى لكم كذلك يا اهل القدس ، لا تتركوه وحيداً ، عرب 48 مهما فعلوا فهم في بيوتهم وقراهم وياتوا القدس شادين الرحال ، زيارة ، انتم من يسكن القدس وانتم ادرى بشعابها ، استفيقوا قبل ان يحدث ما لا تحمد عقباه ، ولا حول ولا قوة الا بالله.

6 التعليقات:

بوركت .. اخي شادي !!

هذا الوجه الذي نراه جميعاً .. آمل ان لا نكون قد ظلمناهم بوجود الكثيرون من اهل الخير بينهم ، فما نراه في السوق قد يعكس .. ولكن قد يكون صورة خادعة !!

السلام عليكم

اهلا بك يا عمر


خلال حديثي ذكرت " الا من رحم الله "

وجعلت ان هناك وجه اخر ، انس طيبين ، هم ثلة قليل ، الخير في الامة الى يوم القيامة ، لا سيما في بيت المقدس

ان شاء الله

حنان اسماعيل يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله بم اخي شادي واسال الله ان يكون في ميزان حسناتك ،فعلى قول احدهم لن تتحرر القدس الا عندما تصبح القدس قضية كل مسلم ،اسال الله لاهل القدس واكناف بيت المقدس ان نكون عنوان لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من واجههم ...قيل اين هم يا رسول الله قال :ببيت المقدس واكناف بيت المقدس ...

زلزال التوحيد يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بارك الله فيك يا استاذ لحرصك على اعمار المسجد الاقصى .. ان ما تقوله يا اخي قد يكون صحيحا من ناحية نظرية ولكنه لا يطابق ارض الواقع .... فغريب امرهم ... ان يجاوروا المسجد الاقصى والفضل العظيم ولا يصلوا فيه...ولكن لا تنسى ان الخير والشر موجود في كل فئة ومجتمع ... سؤالي لك هو: انت في بلدك باقة جت تفوقون ال30000 نسمة كم عدد الذين يشدون الرحال في مسيرة البيارق؟ لا يصلون الى 50 فردا اي لا يملاون حافلة ... والمنظر المؤسف هو اننا نرى اكثر من 70% من الرواد من النساء المتسوقات اللاتي غرضهن الاول هو التسوق في محلاتنا .. هذه حقيقة لا تخفى على احد .. فلا تستطيع ان تبت في هذا الموضوع وتقول عرب ال 48 ... ففي القدس خير وشر وفي ال 48 خير وشر ... وكلانا سواء في اعمار الاقصى.... في القدس وفي ال 48 يسبون الذات الالهية ويسمعون الاغاني الفاحشة وانت بنفسك كتبت موضوعا سابقا عن اعراسكم ... ان الله عزوجل لا يحاسب اهل القدس على اخطائهم اكثر من اهل ال 48 لانهم جيران الاقصى .... وبارك الله فيك على حرصك وخوفك على جوهرة فلسطين ... ولكن كان لا بد من نظرة سليمة للموضوع...
وكل عام وانتم لله اقرب

السلام عليكم

ذكرت خلال حديثي أن في القدس ثلة طيبة صدقوا ما عاهدوا الله عليه ويسعون لاعمار الاقصى ، في المقال خضت في أقوال أهل القدس ، ولم اخض في حال عرب 48 ، انما ذكرت ان مسيرة البيارق التي تسيرها الحركة الاسلامية تنطلق من اراضي 48 صوب المسجد الاقصى ، كما وان كلامي من احتكاكي بالموضوع بشكل يومي .

الخير في الامة موجود وسيبقى باذن الله ، من بلدتي باقة أو ان أردت باقة - جت ، تنطلق الحافلات 6 ايام في الاسبوع ، في كل يوم منها حافلة على الاقل واحيانا تصل ل 3 حافلات وفي ايام الجمعة والاعياد ورمضان فان العدد يزيد ويزيد ، فالحمد لله ان ابناء بلدي يداومون على شد الرحال ، وان كان عدد لا باس به من ركاب الباص نساء ويتسوقن الا اني لا ارى ضررا في ذلك ، فهن يتسوقن فيدعمن تجار السوق ليبقوا السد الاول في وجه داخل اسوار القدس وليبقوا في البلدة القديمة خشية التهويد ، وهن يدخلن المسجد ويصلين ، ويجلسن في الساحات ويسجل لهن تواجدا في الاقصى.

فارى ان نظرتي سليمة وان لم ارها سليمة لما كتبتها .

ولك رايك الشخصي فبارك الله فيك

إرسال تعليق