خرجت اللجنة بقرارات أخرى منها مسيرة قطرية مُوحدة في عرابة البطوف ، تظاهرات ونشاطات محلية في المدن والقرى العربية.
يُذكر أن ملفات المتهمين بالقتل أغلقت ولم يتم محاكمتهم ، مما يُشرعن فعلتهم الشنيعة ويعطي الضوء الأخضر للقتل ، قد حدث ذلك وسهل الضغط على الزناد ليقتل من عرب الداخل من الانتفاضة حتى يومنا هذا ، فمدينتي باقة الغربية نموذجا ضحت بمنهل ضراغمة عند الحاجز والجدار الفاصل بين باقة الغربية وباقة الشرقية ، يوم عرفة ، 21.2.2002 ، كان صائما وذهب ليتسوق من السوق العتيق بين البلدين ، فقتل وقام الجنود بالتقاط الصور عند جثته تنزف دما ، وكذلك مقتل محمود أبو سِنـّة ( غنايم) ، حين قتل في بلدة بردس حنا اليهودية على يد شرطي ، وتم اتهامه بمحاولة دهس الشرطي ، والشرطي القاتل حكم عليه بالسجن سنة ونصف ، حكم هزيل وفق رأيي .
على ضوء الأحداث أقيمت لجنة تحقيق أطلق عليها لجنة أور ، وهي كلمة عبرية تعني الضوء ، وما في قراراتها من ضوء ، حتى الضوء الخافت البعيد أقصى الطريق لا نراه ، أصدرت قراراتها عام 2003 ، وجهت اللجنة أصابع الاتهام للقادة العرب وحمــّلتهم المسئولية على "تحريضهم" للشباب والجماهير العربية للخروج للشوارع واحداث أعمال الشغب على حد تعبيرهم ، فيما تم توبيخ رئيس الحكومة في حينه ايهود براك ووزير الأمن الداخلي وقائد الجيش وعدم ترقية قادة في الجيش ، لكم لك تنفذ القرارات وتمت ترقية بعضهم عام بعد القرارات واسنتنباطات اللجنة.
أحدثت الانتفاضة دويا كبيرا في المنطقة وغيّرت وفرضت واقعا جديدا ، العلاقات العربية اليهودية تخلخلت وعدم الثقة والتشكيك سَيطر ، ركود عاشته الدولة من كافة النواحي مما ضعضع الوضع الاقتصادي والتأثير حتى يومنا لم يتم امتصاصه ولم تستفق الدولة ولم تقف على رجليها ، اختلفت سيادة الحكومة على السُلطات المحلية العربية ، تعاملها معها صعب فقلصت الميزانيات ودُمجت المجالس ثم حُلـّـت لتــُعيّن لجان مـُعينة من قبل وزارة الداخلية كأنها تقول للناس أتينا لنقلص الموارد والمشاريع ، نحن نحكمكم وليس ابن بلدكم ، نحن نقرر لكم ، نجبي الأموال ولا شيء يُقدّم مقابل ذلك ، بل إن الجباية تتم بعنف وتطاول على السكان ، لم يوافق على الخرائط الهيكلية ، صودرت الأراضي بذرائع واهية ، بني الجدار الفاصل وأقيمت الحواجز ، هدمت البيوت واقتلعت أشجار الزيتون ، حتى ملاعب كرة القدم لا يتم المصادقة عليها.
لم يتوقع أحد أن تثور الجماهير العربية بشكل جماعي لحماية المسجد الأقصى ، المسجد الحزين تحاك المؤامرات ضده وبدأ بذلك الملك الأردني حين سلــّم القدس ، ليُدفن بعدها في باحات الحرم كأنه بطل قومي . خرجوا للشوارع رافعين أعلام " لا اله الا الله" عاليا ، فالصراع على الأقصى هو صراع عقائدي بحت ، أطلق الرصاص ليخترق أجساد أبنائنا ، ثلاثة عشر شابا استشهدوا والعشرات أصيبوا ، لمجرد خروجهم للتظاهر والتعبير عن رأيهم في دولة تدعي النظام الديمقراطي ، ليست هي المظاهرة الأولى التي يُستعمل فيها السلاح لردع المواطنين العرب وقمعهم ، فأحداث الروحة ليست منا ببعيد ، في حين يتم معالجة المظاهرات في البلدات اليهودية والمختلطة بشكل آخر ، مثال على ذلك مدينة القدس ، قبل بضع شهور حين ثار اليهود المتشددين ( حريديم ) وأغلقوا شوار رئيسية في الميدنة ، أشعلوا النيران بحاويات القمامة واعتدوا على رجال الشرطة ، القوا الحجارة وأخلوا بالنظام العام ، لم يطلق الرصاص عليهم ، بل تمت معالجة الامر بشكل سلمي وأصيب بعض المتشددين باصابات طفيفة.
هذه دعوة للجماهير العربية لإنجاح الاضراب العام ، لنقف معا كالجسد الواحد المتراص المتين ، لأجل وحدة الصف في الداخل لمصلحة أهلنا وقرانا ، لنحصل على حقوقنا كاملة ، لنعلن رفضنا للسياسة المعتمدة للتعامل مع العرب، لنصرخ أننا هنا باقون ، في بيوتنا وبين أزقة وشعاب بلادنا ، سنزرع الزيتون ونشرب زيته فتمتزج مكوناته مع دمنا فيصح البدن ، ينأكل الصبر ، سنحصد القمح ونحرث الأرض ، نحن هنا راسخون.