تحت عين الرقيب

وَمَنْ يَتهَيّبُ صُعودَ الجِبالِ ..... يَعِشْ أبَدَ الدهْرِ بَيْنَ الحُفَرِ


حين تجتمع عدة عوامل معا في مدرسة واحدة فان النجاح السبيل الوحيد لها ، ولا تقبل بأقل من ذلك ، فتـَوَفّرُ إدارة حكيمة واعية، طاقم مدرّسِين حماسي بمسوى راقي ويحملون الشهادات العليا ويبنون تسلسل المواد وعنوانهم الأمانة ، طلاب جديون يحلمون يتأسيس مستقبلهم وترتيبه ، بناية مدرسة حضارية ينعم التعلّم فيها ، دعم الأهالي لأبنائهم وللمُدرسين ومتابعتهم ، كـُلـّها توصل للتألق وسطوع نجمهم وعلو رايتهم وساريتهم بين بحر المدارس في البلاد.


نشرت وزارة المعارف نتائج إمتحانات البجروت ( نسبة النجاح لكل بلد) ، وهي امتحانات الامتحانات النهائية للمرحلة الثانوية، أو ما يسمى في الدول العربية إمتحان التوجيهي ، فبلديتنا الموحدة باقة الغربية-جت ، عام 2007 تقدم منها 530 طالب ، نسبة النجاح كانت 46.23% ، أما في عام 2008 تقدم 512 طالب ، نسبة النجاح 45.51% ، والحديث يدور عن مدرسة باقة للعلوم والتكنولوجيا ، المدرسة الثانوية للاداب والتكنولوجيا وثانوية جت ، أعلى معدل نجاح لمدرسة عربية عام 2008 حصلت عليه قرية الفريديس في الساحل الفلسطيني إذ تقدم 116 طالب للامتحان ونسبة النجاح 75.86 ، في حين تقدم عام عام 2007 ، 177 طالب ونسبة النجاح 55.37% ، الأقل تحصيلا هي قرية جسر الزرقاء ، القرية العربية الوحيدة التي لم يتم تهجيرها على الساحل عام 48 ان قلنا أن عكا ، حيفا ويافا مغتصبة محتلة ولم تعد الأغلبية فيها عربية ، ففي عام 2007 تقدم 143 طالب نجح منهم 24.48% في حين نجح 21.88% من أصل 128 طالب تقدموا عام 2008.

هذا على صعيد البلدان ككل ، أما على صعيد المدارس فان النتائج مغايرة تماما ، فالأولى في الوسط العربي هي المدرسة الأهلية في مدينة أم الفحم في وادي عارة أحد المحاور المهمة في البلاد ، وإن حلـّلنا العوامل لهذه المدرسة فنجد أن ما ذكرت أعلاه متوفر فيها ، فالإدارة مختارة حكيمة ذات خبرة ، طاقم معلمين أكفاء ولديهم أمانة في ايصال الرسالة ، طلاب من كافة أرجاء البلاد متفوقين في بلادهم ، أهل يدعمون الطاقم وأبنائهم ، بناية جديدة حضارية ، فهذه الأسس المتوفرة في المدرسة تجبرهم أن ينافسوا في الطليعة وأقل من نسبة نجاح 100% تعد خيبة أمل حسب رأيي.

هذا هو الوضع المثالي والأفضل ، نقصان أحد هذه العوامل له تداعياته وتأثيره على التحصيل ، التأثير مختلف إذ أن العوامل تقسم من الأهم للأقل أهمية وكل واحد تأثيره على النتائج بقدر أهميته ، فقد ينقص عامل معين لكن تأثيره لا يكاد يُذكر ، وعامل آخر يتضرر قليلا فلأهميته يؤثر بشكل كبير على التحصيل والنتائج.

في الوضع الغير مثالي لربما تكون النتائج كاذبة أو غير واقعية ولا صحة لها لا تلائم ولا تطابق الواقع ، فمثلا ، عامل الطلاب المتميزين الجديين ينقص ، حينها مهما حاول المدرّسين مع الطلاب ومهما بلغت شهادات واجتهاد المدرسين الا أن قدرات الطلاب لا تمكنهم من تحصيل علامات ممتازة إنما جيدة ، فنتفاجئ عند نشر العلامات أن التحصيل ممتاز ، نقوم بفحص ميداني للقضية فنجد أن الامتحان حُلّ لهم داخل الصف من قِبـَل المعلم وهذه خيانة للأمانة ولرسالة التعليم ، مخالفة قام بها الاستاذ ، لربما يساعد ذلك الطلاب دخول مواضيع راقية في الجامعات ، لكن سرعان ما يظهر الواقع والحقيقة ويخفق الطلاب في دراستهم الجامعية أو أن يحصلوا على علامات تجسد قدراتهم ولا يتميزوا في دراستهم ، لا شك أن هناك من يزيد من نشاطه واجتهاده ويسحن تحصيله.

طلاب اخرين ينجحون بجدارة في الدراسة الأكاديمية رغم أن معدلات البجروت أقل من تحصيلهم الجامعي بكثير ، بعد البحث يتبين أنهم طلاب أذكياء متميزين في دراستهم وقدراتهم العقلية راقية ، إلا أن طاقم الإدارة والمدرسين في الثانوية كانوا ضعاف الأداء لم يدرّسوا المواد كما يجب وحصل الطلاب على العلامات الممتازة نسبة لمستوى التدريس ، لقدرتهم على الدراسة الذاتية وعصر دماغهم ووقتهم للحصول على معدل لائق بهم.

الحديث يطول في الموضوع والتفصيلات تتشعب حول مستوى النجاح في الوسط العربي ، فنحن في مشكلة سواء كانت النتائج صادقة أو كاذبة ، فإن صدقت فهذا يدل على ضعف في مدارسنا وتحصيل طلابنا فلنبحث ونحاول الاصلاح اما بتقوية الطلاب أو تقوية الطاقم ، وإن كانت النتائج كاذبة فهذا ضعف كذلك إذ أن قدرات طلابنا أو أداء المدرسين جيد والضعف في الطرف الاخر ، أي طالب مجتهد ومعلم ضعيف ، أو معلم جيد وطالب ضعيف فنقوم هنا كذلك بتقوية الطرف الضعيف. لتقام لجنة فحص تأخذ على عاتقها تحليل النتائج والسعي لتحسينها ومصداقيتها مع الواقع.
***
في الصورة الاولى قرية الفريديس ثم باقة الغربية ، الثانوية الأهلية في أم الفحم ، جت المثلث وأخيرا جسر الزرقاء






0 التعليقات:

إرسال تعليق